شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب جدلاً مستمراً منذ يوم الأحد، عقب استنكار المنظمة المدنية والاجتماعية « رياضيات المغرب » (Math&Maroc) لعدم قدرة المنتخب الوطني للرياضيات على السفر إلى إنجلترا للمشاركة في الأولمبياد العالمية للرياضيات لعام 2024. وأرجعت المنظمة سبب عدم المشاركة إلى « مماطلة المسؤولين في تقديم طلب تأشيرات السفر ».
وفي منشور عبر « فيسبوك »، الذي جرى تداوله بشكل واسع وتمت مشاركته أكثر من 1500 مرة حتى الآن، عبرت المنظمة عن أسفها الشديد لحرمان المشاركين المغاربة الستة، الذين تم اختيارهم من بين أفضل تلاميذ المستوى الثانوي بعد اجتيازهم اختبارات انتقائية على مدار ثلاث سنوات، من تمثيل المغرب في هذه المسابقة العالمية.
وجاء في المنشور أيضاً أن المغرب أصبح من الدول القليلة التي لم تتمكن من المشاركة في هذه النسخة من الأولمبياد، التي شهدت مشاركة 108 دول. وأضافت المنظمة بنبرة احتجاجية: « هذا الإهمال لا يليق بسمعة بلدنا على الصعيد العالمي. نأمل في أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وإعطاء الاهتمام الحقيقي لهذا الحدث ».
وفي سياق متصل، أثار البرلماني خالد السطي، عن نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الموضوع بشكل مؤسسي، حيث قدم سؤالاً كتابياً إلى شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وقد تساءل السطي عن سبب عدم قدرة الفريق الوطني المغربي على المشاركة في الأولمبياد الدولية للرياضيات، رغم تقديم التلاميذ ومرافقيهم جوازات سفرهم لتجهيز تأشيرات السفر.
وأوضح السطي أن التلاميذ المغاربة خضعوا لتدريب في بنجرير قبل ثلاثة أسابيع من موعد السفر المحدد في 14 يوليوز من الدار البيضاء إلى لندن، أي قبل يوم واحد من بدء المنافسات، وأعرب عن استغرابه من حرمانهم من المشاركة في هذه التظاهرة العلمية التي شهدت مشاركة حوالي 125 دولة.
وأشار السطي إلى أن المغرب كان قد حصل على المرتبة 68 من بين 112 دولة مشاركة في دورة طوكيو 2023، محققاً تحسناً بنقطتين مقارنة بدورة النرويج في 2022، وسأل عن الأسباب التي حالت دون مشاركة الوفد المغربي في أولمبياد الرياضيات 2024، وعن التدابير التي سيتم اتخاذها لتحسين جودة الإعداد والتأطير العلمي.
وفي ردها على الجدل، قالت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عبر مسؤول في قسم التواصل، إنها لا تمتلك معلومات حول الموضوع. ورغم محاولة الجريدة للحصول على توضيحات إضافية، لم يتم الحصول على رد.
تأتي هذه الأحداث وسط تعليقات غاضبة على منشور المنظمة، حيث وصفها بعض المعلقين بـ »الفضيحة » و »الإهمال الذي يستدعي المساءلة ». وعلق أحدهم قائلاً: « للأسف، لو كان الأمر متروكاً لنا كآباء، لكنا قد أتممنا إجراءات التأشيرة بأنفسنا. أبناؤنا لا زالوا غير مدركين لما حدث ». وكتب آخر: « كمدرس لمادة الرياضيات، أشعر بالأسف لما حدث، فالمجهودات التي بذلت لم تصل إلى نتيجة تليق بمستوى المشاركة العالمية. نأمل في تعويض هذا النقص لاحقاً ».

