افتتاح معرض للأحافير المستعادة بالموقع الأثري سيدي عبد الرحمان في الدار البيضاء

0
105

افتتح يوم الأربعاء بالموقع الأثري سيدي عبد الرحمان في الدار البيضاء، معرض يضم مجموعة من الأحافير الأثرية التي أُعيدت إلى المغرب بعد تهريبها.

ويعرض هذا المعرض مجموعة هامة من الأحافير، بما في ذلك جمجمة تمساح أُسترجعت من الولايات المتحدة الأمريكية ويعود تاريخها إلى 56 مليون سنة، وأنواع من ثلاثيات الفصوص وأسنان القرش التي أُسترجعت من جمهورية الشيلي وتعود إلى حوالي 500 مليون سنة، ومستحاثة لتمساح أُسترجعت من ألمانيا ويعود تاريخها إلى حوالي 200 مليون سنة.

وفي كلمة له خلال المناسبة، أبرز وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن هذه الأحافير قد أُسترجعت في إطار مجموعة من الاتفاقيات الموقعة مع عدد من الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والشيلي وألمانيا. وأضاف أن هذه الأحافير ذات الأهمية العلمية والتاريخية والثقافية تُعرض في الفضاء الأثري سيدي عبد الرحمان لتعريف المواطنين والزوار بتاريخ المغرب العريق والغني.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل بتنسيق مع الباحثين وعلماء الآثار المغاربة على تقريب مفهوم الفضاءات الإيكولوجية من المواطنين، من خلال تنشيط هذه الفضاءات لجذب انتباه الشباب وتعريفهم بتاريخ المملكة العريق. وبيّن أن البداية ستكون من مدينة الدار البيضاء لتشمل فيما بعد المواقع والفضاءات الأثرية في باقي مناطق المملكة.

ومن جانبها، أكدت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، في تصريح للصحافة أن هذا الحدث يأتي في إطار شراكة بين جماعة الدار البيضاء ووزارة الثقافة، والتي تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المدينة. وأكدت أن هذا الفضاء الأثري يُعتبر إضافة نوعية لسكان الدار البيضاء، حيث يمكنهم من التعرف عن قرب على التاريخ العريق للمدينة وللمغرب بشكل عام من خلال الأحافير المعروضة.

بدوره، أشار عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، إلى أن افتتاح هذا المعرض يُعد مناسبة للاحتفاء بعودة مجموعة من العظام الحيوانية التي تم تهريبها بطريقة غير شرعية إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والشيلي. وأوضح أن هذه الأحافير المستعادة تُعتبر مهمة جداً لأنها تضم مجموعة من الكائنات الحيوانية المنقرضة، مثل الديناصورات والتماسيح وبعض الكائنات البحرية.

وأضاف بوزوكار أن موقع سيدي عبد الرحمان الذي يستضيف هذا المعرض يُعد موقعاً أثرياً مهماً ليس فقط لتاريخ مدينة الدار البيضاء القديم، ولكن لتاريخ المغرب وشمال إفريقيا أيضاً.

وشهد حفل الافتتاح، الذي حضره سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية وسفير الشيلي بالمغرب، والكاتب العام لولاية جهة الدار البيضاء-سطات، إلى جانب عدة شخصيات من عوالم السياسة والفن والثقافة، إطلاق عرض ضوئي باستخدام طائرات بدون طيار (درونات)، وذلك في إطار تظاهرة “نوستالجيا- عاطفة الأمس” التي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل في عدد من المدن.

ويحتضن الموقع الأثري لسيدي عبد الرحمان بالدار البيضاء هذه العروض الضوئية حتى 21 يوليوز الجاري، بهدف إحياء التراث والتاريخ بأسلوب جديد ومبتكر.

يُذكر أن الدار البيضاء هي المحطة الخامسة التي تحتضن عروض “نوستالجيا-عاطفة الأمس” بعد مدن الرباط، مراكش، طنجة وشفشاون.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا