المنشآت النووية الإيرانية تحت التهديد

0
27

تُعد المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب طهران، هدفاً إستراتيجياً رئيسياً لإسرائيل في حملتها ضد البرنامج النووي الإيراني. غير أن المشكلة تكمن في أن الترسانة العسكرية الإسرائيلية لا تمتلك سلاحاً قادراً على تدمير هذه المنشأة، نظراً إلى عمقها الكبير وتعزيزاتها الهندسية تحت الأرض.

القنبلة الأميركية GBU-57، المعروفة باسم “كاسرة التحصينات”، هي الوحيدة القادرة على أداء هذه المهمة. وقد صُممت لاختراق المنشآت المدفونة عميقاً تحت الأرض، وهي القادرة وحدها على الوصول إلى قلب منشأة تخصيب اليورانيوم.

وأكد سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، في مقابلة على قناة “فوكس نيوز” يوم الجمعة 13 يونيو، أن نجاح العملية العسكرية الإسرائيلية يعتمد على تدمير موقع فوردو. وتهدف الحملة، التي أطلقتها إسرائيل في اليوم ذاته، إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني، الذي يُعد فوردو أحد أعمدته الأساسية.

لكن استخدام هذا النوع من القنابل، التي تمتلك قدرة تدميرية هائلة، يثير مخاوف واسعة بشأن الآثار الإنسانية والبيئية المحتملة، إلى جانب مخالفات محتملة للقانون الدولي في حال تنفيذ الهجوم.

وقد طلبت الحكومة الإسرائيلية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تزويدها بقنبلة GBU-57 لضرب المنشآت النووية الإيرانية المدفونة. وهو طلب أثار قلقاً كبيراً في المجتمع الدولي بسبب تداعياته الإنسانية والقانونية الخطيرة.

وتُعتبر مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، مثل نطنز، فوردو، وأصفهان، محمية بشكل كبير ومدفونة على أعماق يصعب استهدافها بأسلحة تقليدية. ومن أجل ضربها، تفكر إسرائيل في شن ضربات بالغة القوة، حتى ولو أدى ذلك إلى تدمير المناطق المحيطة وسقوط ضحايا مدنيين.

وتأتي هذه الخطوة بعد فشل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، والتي توقفت بعد ستين يوماً دون نتائج. وبحسب عدة مصادر، بدأت الضربات الإسرائيلية مباشرة بعد توقف المحادثات.

ورغم تحذيرات الأمم المتحدة التي تؤكد أن المنشآت النووية المدنية محمية بموجب القانون الدولي، فإن إسرائيل تبدو مصمّمة على “تحييد التهديد النووي” الإيراني، بحسب تعبيرها.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بأن موقع نطنز قد تعرّض لأضرار مباشرة، لكنها لم تصل إلى قلب المنشأة. وحتى الآن، لم تنجح في تعطيل هذه البنى التحتية إلا هجمات إلكترونية محدودة.

طلب قنبلة GBU-57، التي تُعرف أيضاً بـ”كاسرة التحصينات”، يمثل تصعيداً خطيراً في النزاع، ويثير مخاوف من توسع الصراع في المنطقة وتبعات أمنية وجيوسياسية جسيمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا