في تقرير جديد بثّته القناة الألمانية “دويتشه فيله” (DW)، تم الكشف مجدداً عن تورط مقاتلين من جبهة البوليساريو في النزاع السوري، إلى جانب قوات النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، وذلك بدعم مباشر من الجزائر وتنسيق مع إيران.
التقرير يشير إلى أن المقاتلين التابعين للبوليساريو تم اعتقالهم في سوريا، خاصة في مدينة حلب، بعد انهيار نظام الأسد. وقد رفض الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع طلباً جزائرياً بإعادتهم، حيث ما يزالون محتجزين بانتظار المثول أمام القضاء السوري، رغم الضغوط الجزائرية.
وتؤكد “DW” أن التحالف بين النظام السوري والبوليساريو ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى الثمانينات، حين اعترف حافظ الأسد بما يُسمّى “الجمهورية الصحراوية”، في إطار تحالف إيديولوجي “اشتراكي” وعداء مشترك للمغرب.
وكان بشار الأسد قد أغلق مكتب البوليساريو بدمشق في عام 2001 في سياق تقارب مع الرباط، لكنه سرعان ما استأنف العلاقات مع الجبهة الانفصالية سنة 2012 بعد اندلاع الأزمة السورية، مدفوعاً بالتحالف مع الجزائر وطهران.
ويُشير التقرير إلى أن إيران أشرفت على تدريب نحو 1200 عنصر من البوليساريو داخل الأراضي السورية، تم توزيعهم على أربع وحدات قتالية إلى جانب قوات الأسد، بناءً على اتفاق سري أبرم في مخيمات تندوف.
وبعد سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024، بدأت الوثائق الاستخباراتية المسربة تكشف شبكة معقدة من التحالفات، من بينها تعاون مباشر بين النظام السوري السابق وجبهة البوليساريو، بوساطة ودعم جزائري.
ومن أبرز الوثائق التي كشفت عنها “DW”، تقرير سري يعود إلى يناير 2012، يوضح وجود اتفاق بين البوليساريو والنظام السوري والسلطات الجزائرية، لتشكيل وحدات عسكرية تابعة للجبهة داخل الجيش السوري.
وتؤكد “DW” في ختام تقريرها أن رغم نفي البوليساريو، فإن العديد من المصادر الإعلامية تؤكد اعتقال مقاتلي الجبهة في سوريا، ورفض دمشق تسليمهم للجزائر.