حروب رقمية على وسائل التواصل تضرب المغرب

0
11

أزاحت الميزة الجديدة التي أطلقها موقع X (تويتر سابقاً)، والتي تُظهر بلد منشأ الحسابات، الستار عن شبكات واسعة من التأثير الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد كشف هذا التحديث، في وقت قياسي، عن نشاط حسابات موجَّهة من الخارج، سواء في قضايا دولية أو في حملات تضليل تستهدف المغرب.

شهدت المنصة نهاية الأسبوع الماضي تفاعلاً كبيراً بعد إطلاق أداة “Country Labels” التي تُمكّن من تحديد الموقع الجغرافي للحسابات. وتؤكد إدارة X أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الشفافية، مع الإشارة إلى أن البيانات قد تكون غير دقيقة في حال استخدام شبكات VPN أو تغيّر الموقع مؤخراً.

وسرعان ما أظهرت هذه الميزة حجم التأثير الأجنبي في النقاشات الرقمية. فقد تبين أن عشرات الحسابات المؤيدة لدونالد ترامب تعمل من دول مثل نيجيريا وبنغلادش وأوروبا الشرقية. كما أعادت هذه المعطيات تأكيد ما حذّر منه باحثون خلال الانتخابات الأمريكية لسنة 2024 بخصوص شبكة تُعرف بـ“نساء مستقلات يدعمن ترامب”، وهي مجموعة كانت تستعمل صوراً مسروقة وتدار من الخارج. وتشير البيانات الجديدة إلى أن عدداً منها يدار من تايلاند وأن بعضها له ارتباطات بميانمار.

وفي السياق المغربي، كشفت الميزة الجديدة عن واحدة من أكبر حملات التضليل التي تستهدف المملكة. فالحسابات التي ادّعت الانتماء إلى حركة “جيل Z 212”، والتي ارتبط اسمها باحتجاجات نهاية شتنبر وبداية أكتوبر، تبين أنها تُدار من الجزائر وكندا، وليس من مدن مغربية كما كانت توهم متابعيها.

وتبيّن أن هذه الحسابات غير الرسمية كانت وراء دعوات للتحريض على التخريب والمساس بالأمن، فيما يرتبط بعضها بأفراد مطلوبين للقضاء المغربي يقيمون في الخارج.

وكشفت التحليلات عن مستوى متقدم من التخفي؛ إذ اعتمدت هذه الشبكات على استخدام دارجة مغربية دقيقة، واستحضرت أمثالاً وتعابير محلية، واستغلت قضايا حساسة مثل غلاء المعيشة والفساد وجودة الخدمات العمومية لإثارة الغضب الشعبي. كما كانت حملات الهجوم تُنسَّق لتزامن محطات النجاح الدبلوماسي للمغرب، خاصة في ملف الصحراء، بهدف التأثير على صورة البلاد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا