خطة صحية للأطفال في أمريكا… ولكن أين الحديث عن الوجبات السريعة؟

0
248

كشف وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور عن خطة وطنية لتحسين صحة الأطفال والمراهقين. ورغم الإشادة بالمبادرة، أثار غياب أي إجراءات صارمة ضد الوجبات السريعة والأطعمة المصنّعة انتقادات واسعة.

أرقام مقلقة

تشير الدراسات الأخيرة إلى تدهور كبير في صحة الأطفال والمراهقين الأمريكيين. فوفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Journal of the American Medical Association، فإن معدل الوفيات لدى الأطفال من عمر 1 إلى 19 سنة في الولايات المتحدة أعلى بنسبة 80٪ من المتوسط في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE).

وفي عام 2023، كان 31٪ من الأطفال يعانون من أمراض مزمنة، مقارنة بـ 25.8٪ في عام 2011. من بين هذه الأمراض: السمنة، السكري، الاكتئاب، والقلق.

خطة واعدة… لكن ناقصة

في بداية سبتمبر، أعلن الوزير كينيدي عن خطة من 20 صفحة تشمل توصيات متنوعة: تحسين جودة حليب الأطفال، حظر بعض الأصباغ الصناعية، تعزيز البحث في مجال التغذية، وتوفير وجبات صحية في المستشفيات.

ورغم أن هذه الإجراءات لاقت ترحيباً مبدئياً، إلا أن العديد من الخبراء أبدوا استياءهم من تجاهل الخطة لأحد أخطر العوامل المسببة للمشكلة: الأطعمة المُصنّعة والمشبعة بالدهون والسكريات.

الوجبات السريعة: الغائب الأكبر

يشير البروفيسور باري بوبكين إلى أن الأطعمة المعالجة تشكل أكثر من ثلثي السعرات الحرارية اليومية للأطفال الأمريكيين. ورغم خطورتها، لم يتم ذكرها في الخطة سوى مرة واحدة فقط.

« هذه الأطعمة رخيصة، سهلة التحضير، ولها طعم محبب يجعلها إدمانية »، يقول بوبكين. « من حبوب الإفطار في الصباح إلى السندويتشات الجاهزة والغداء السريع والمشروبات الغازية… هذا هو النمط الغذائي اليومي. »

ضغط اللوبيات الصناعية

يرى العديد من الخبراء أن السبب وراء تجاهل الملف الحقيقي هو نفوذ اللوبيات الغذائية والصناعية. الخطة تدعو الشركات إلى « تحمّل المسؤولية »، لكنها لا تفرض أي إلزامات قانونية لتعديل منتجاتها.

تضيف الناشطة الصحية « زين هانيكات » أن ما حدث هو « نصر صغير » لصالح الصناعات الكبرى، و »مثال واضح على تأثير الفساد الصناعي على السياسة الصحية ».

تناقض حكومي

يصف بوبكين موقف الحكومة بأنه « منافق »، قائلاً: « لا يمكنك الحديث عن تحسين التغذية، وفي الوقت نفسه تقليص برامج الدعم الغذائي التي تساعد الفقراء على الحصول على طعام صحي ».

فمنذ بداية ولاية ترامب الثانية، تم تقليص ميزانية برامج المساعدات الاجتماعية والغذائية بشكل كبير، مما زاد من معاناة العائلات الفقيرة.

الحلول معروفة

يؤكد الخبراء أن هناك حلولاً فعالة يمكن تطبيقها فوراً:

  • فرض ضرائب على المشروبات السكرية
  • وضع ملصقات تحذيرية واضحة على الأغذية غير الصحية
  • تقييد الإعلانات الموجهة للأطفال

كلها إجراءات طبّقتها دول أخرى وأثبتت فعاليتها، بل وأدت إلى توفير موارد مالية إضافية يمكن استخدامها في دعم العائلات المحتاجة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا