تومي روبنسون، وجه اليمين المتطرف في بريطانيا يُعيد إشعال خطاب الكراهية

0
99

ينظم الناشط البريطاني اليميني المتطرف تومي روبنسون، اليوم السبت في لندن، مسيرة بعنوان « من أجل حرية التعبير ». لكن خلف هذا الشعار، يرى كثيرون أنها مجرد غطاء لتحريض جديد ضد المسلمين والمهاجرين.

وسط أعلام المملكة المتحدة وقبعات حمراء كُتب عليها « اجعلوا إنجلترا عظيمة من جديد »، على غرار شعار دونالد ترامب، يأمل روبنسون في جذب الآلاف من أنصاره. فهو شخصية بارزة في مشهد اليمين المتطرف منذ أكثر من 15 عامًا، حيث يروج لخطاب يعتبر الهجرة والإسلام تهديدًا للهوية البريطانية.

تقول ليتيسيا لانغلويس، أستاذة الحضارة البريطانية في جامعة أنجيه الفرنسية: »يقدّم روبنسون نفسه كمدافع عن حرية التعبير وكاشف لما يخفيه النظام السياسي، لكنه يعتمد أساسًا على فكرة غزو مسلم مزعوم لبريطانيا. »

سجل حافل بالعنف والاعتقالات

وُلد روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، عام 1982 في مدينة لوتون. بدأ حياته المهنية في مجال الهندسة، لكنه انجرف نحو عالم العنف ومجموعات الهوليغانز. في عام 2009، أسّس « رابطة الدفاع الإنجليزية »، وهي حركة يمينية متطرفة معادية للمسلمين.

سُجن عدة مرات بتهم تشمل الاعتداء، التحريض على الكراهية، الاحتيال، والمضايقة. رغم ذلك، يراه أنصاره ضحية للنظام، ويعتبرونه « شهيدًا » لحرية التعبير.

من متطرف محلي إلى رمز عالمي

في 2018، سُجن روبنسون بعد تصويره جلسة محاكمة وبثها مباشرة على فيسبوك، في خرق لقوانين العدالة البريطانية. هذا الحكم أثار موجة تضامن دولية، من شخصيات مثل ستيف بانون، غيرت فيلدرز، وحتى نجل دونالد ترامب.

وفي 2024، أُدين مرة أخرى بتهمة التشهير بلاجئ سوري، لكنه خرج في مايو 2025 بعد سبعة أشهر في السجن فقط. رغم تاريخه القضائي الطويل، ما زال يحظى بدعم واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يروّج نظريات مؤامرة ضد المسلمين والمهاجرين.

توتر في الشارع البريطاني

تخشى السلطات من أن تتحوّل مظاهرة اليوم إلى أعمال عنف، خاصة بعد أحداث شهدها الصيف الماضي، عندما استُهدفت فنادق تأوي طالبي لجوء. وكان روبنسون قد استغل حادثة تحرّش مشبوهة في أحد مراكز الإيواء لتأجيج الغضب الشعبي.

يقول مراقبون إن روبنسون لا يسعى للسلطة السياسية، بل يلعب دور « المحرّض » خارج المؤسسات الرسمية، مستغلًا مشاعر الغضب والإقصاء لدى بعض فئات المجتمع البريطاني. »قوته تكمن في كونه خارج اللعبة السياسية الرسمية، حيث يتحدث بحرية وبدون قيود »، تضيف الباحثة لانغلويس.
« ومهما تعرض للإدانة، سيبقى يُقدَّم كضحية لنظام يحاول إسكات ما يسميه بالحقيقة. »

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا