دعا الخبراء إلى ضرورة تطعيم التلاميذ قبل بداية السنة الدراسية، وذلك في ظل عودة مرض الحصبة وأمراض أخرى معدية. وبعد التراجع الكبير في حملات التلقيح خلال فترة جائحة كوفيد-19، استقرت الوضعية الصحية، ولكنها لا تزال مثيرة للقلق.
خلال العام الماضي، شهد المغرب عودة ملحوظة لمرض الحصبة، خاصة في بعض المؤسسات التعليمية. وقد كانت هذه الوضعية ناتجة جزئياً عن توقف حملات التلقيح بسبب الأزمة الصحية العالمية. وبناءً على ذلك، يعتبر الخبراء أن استئناف حملات التلقيح يعد أمرًا بالغ الأهمية للحد من انتشار المرض.
مولي سعيد أفيف، طبيب أطفال وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أكد أن الوضع الوبائي قد استقر مع انخفاض ملحوظ في عدد الحالات الجديدة. إلا أنه شدد على أهمية الحفاظ على صرامة برنامج التلقيح الوطني. ويبلغ معدل التغطية بالتطعيم ضد مرض الحصبة حاليًا حوالي 90%، لكن الهدف لا يزال يتمثل في استعادة معدل 95% كما كان في عام 2013.
في إطار ضمان التغطية الشاملة، تم فحص نحو 10.7 مليون دفتر صحة للأطفال. وعلى الأسر التأكد من أن أطفالهم قد تم تلقيحهم بالكامل قبل العودة إلى المدرسة. وهذا يشمل الحصبة وجميع الأمراض الأخرى التي يغطيها البرنامج الوطني للتطعيم.
المؤسسات التعليمية، سواء كانت عمومية أو خاصة، تطلب الآن إثباتًا بالتطعيم، إما عبر دفتر الصحة أو شهادة طبية تؤكد تلقي الأطفال لجميع الجرعات المطلوبة. وتأتي هذه الإجراءات في إطار الوقاية من انتشار الأمراض داخل المدارس.
وأشار الطبيب إلى أن هذه القواعد قد تم تطبيقها منذ سنوات في إطار الطب المدرسي. ومع ذلك، فإن السلطات هذا العام تدعو إلى ضرورة تطبيق هذه الإجراءات بصرامة أكبر لضمان عودة مدرسية آمنة خالية من المخاطر الصحية.
في الختام، أكد الخبير الطبي أن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا في حماية الأطفال من الأمراض الوبائية، لكنه شدد على أن الحفاظ على المناعة الجماعية يتطلب التزامًا دائمًا بمعدلات تطعيم مرتفعة. ويظل التطعيم أداة أساسية لضمان بيئة مدرسية آمنة ومستقرة.

