المغرب يواصل تحوّله الهيكلي في مجال البنيات التحتية بفضل الرؤية الملكية

0
121

يواصل المغرب تحوّله العميق في مجال البنيات التحتية، بفضل الرؤية الطموحة والواضحة لجلالة الملك محمد السادس، حيث نجح في ترسيخ مكانته كمنصة استراتيجية على مستوى القارة الإفريقية، تعزز الربط الإقليمي والجاذبية الاقتصادية.

فمنذ سنوات، تم إطلاق مشاريع مهيكلة كبرى شملت قطاعات الموانئ والطرق والسكك الحديدية والمطارات والخدمات اللوجستية، وذلك بهدف دعم النمو الاقتصادي، والحد من الفوارق المجالية، وتعزيز الإدماج الاجتماعي.

موانئ عالمية المستوى

يُعد مركب ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح أول ميناء في إفريقيا والمتوسط من حيث طاقة معالجة الحاويات (أكثر من 10 ملايين حاوية مكافئة في 2024)، نموذجًا للنجاح المغربي في هذا المجال. وقد تحوّل إلى محرك رئيسي للاقتصاد الوطني ومركز صناعي متكامل يضم أزيد من 1100 شركة.

كما يجري العمل على مشاريع استراتيجية أخرى، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يستهدف دعم تنمية الأقاليم الجنوبية، وميناء الناظور غرب المتوسط الذي سيساهم في تخفيف الضغط على طنجة المتوسط ودعم الإقلاع الصناعي بجهة الشرق.

شبكة طرقية في توسع متواصل

عرفت شبكة الطرق السيارة في المغرب توسعًا كبيرًا، حيث انتقلت من أقل من 100 كلم سنة 1999 إلى أكثر من 1850 كلم حاليًا، بربط معظم الأقطاب الاقتصادية والمدن الكبرى. وتُجسد مشاريع كطريق الرباط – الدار البيضاء أو الطريق السيار جرسيف – الناظور هذه الدينامية المستمرة، إلى جانب برنامج الطرق القروية الذي فك العزلة عن آلاف الدواوير.

مطارات حديثة لمغرب منفتح

استثمر المغرب أيضًا بشكل كبير في تحديث وتوسيع مطاراته، من بينها مراكش، فاس، الرباط، أكادير ومطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وتندرج هذه المشاريع ضمن استراتيجية “مطارات 2030”، التي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية من 30 إلى 80 مليون مسافر سنويًا، استعدادًا لمواكبة التطور السياحي واللوجستي، خاصة مع اقتراب مونديال 2030 الذي سيستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

القطار فائق السرعة: رمز للحداثة

شكل إطلاق مشروع القطار فائق السرعة “البراق” سنة 2018 بين طنجة والدار البيضاء إنجازًا تاريخيًا، إذ خفّض مدة الرحلة من 5 ساعات إلى أقل من ساعتين و10 دقائق. وبعد نجاح هذه المرحلة الأولى، أُعطيت الانطلاقة لتمديد الخط نحو مراكش، في إطار رؤية ملكية تُعزز ربط المدن وتُحفّز التنمية الاقتصادية.

نموذج يُحتذى به على الصعيد الدولي

تُصنّف المغرب بانتظام ضمن أفضل الدول الإفريقية من حيث جودة البنيات التحتية، بفضل مقاربته الاستباقية التي تُركز على الاستدامة، الإدماج، والفعالية. وأشادت نادية كالفينيو، رئيسة البنك الأوروبي للاستثمار، بهذه الرؤية الملكية، مؤكدة دعمها لإنشاء بنى تحتية أكثر مرونة واستدامة في المغرب.

وتُجسد هذه المشاريع الطموحة التزام المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، ببناء مغرب حديث، متصل، وشامل، منفتح على محيطه الإقليمي والدولي، لخدمة الأجيال الحالية والقادمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا