بفنونها المتجددة: أسوار أصيلة تتحول إلى لوحات حية في “الموسم الثقافي”

0
21

أصبحت أزقة وأروقة مدينة أصيلة الساحلية لوحة فنية ترفدها ألوان الفن كل صيف، وذلك منذ أكثر من 45 عامًا، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الدولي. نجحت هذه التظاهرة في منح المدينة طابعًا فريدًا، من خلال رؤى إبداعية تزين جدرانها، في نسختها الـ46 المنعقدة من 29 يونيو إلى 6 يوليو، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

في هذه الدورة، يقدم ستة عشر فنانًا من المغرب وفرنسا وسوريا ورومانيا وليتوانيا أعمالهم على واجهات المدينة العتيقة، فنثروا من خلالها مزيجًا من التقليد والحداثة والوعْي البيئيِّ.

قال حاتم بيتيوي، الكاتب العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن هذه اللوحات الجداريّة تمثّل أساسيّة الموسم منذ انطلاقه عام 1978، وأضاف أنها تساهم في خلق فضاء بصري ملهم لسكان المدينة وزوارها، وخصوصًا للأطفال، الذين يُشجَّعون على الانخراط في هذه التجربة الإبداعية.

وأكد عبد القادر مليحي، منسّق أعمال الرسم، أن التنوع التقنيّ والحرّيّة الإبداعية التي تُمنح للفنانين تمنح أصيلة شكل “متحف في الهواء الطلق”.

وتبرهن لمياء بلّول من الدار البيضاء، وهي تشارك للمرة الثانية، أن الفن قادر على إيصال رسائل وعي بيئي، من خلال عملها “نافذة على الطبيعة”.

كما يساهم الفنان والخطّاط خالد الساعي، الذي تجاوزت مشاركاته مهرجان الموسم أكثر من عشر سنوات، في إبراز التزام المغرب بالاستدامة والتنمية البيئية، عبر نشاط يدمج الخطّ العربي مع الرموز الجمالية المتصلة بقضايا العصر.

وبينما تظلّ اللوحات الجدارية جوهر الحدث، فإنّ الموسم الثقافي يواصل دوره كمنصة حوار بين الثقافات، محفزة للإبداع والتبادل الفكريّ، متجاوزًا دوره كمهرجان فني إلى مركز تلاقٍ حضاري.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا