يواجه المغرب تحديات كبيرة في سباق المهارات الرقمية ونضج الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، حيث حل في المرتبة 71 عالميًا من حيث الكفاءة في المهارات الرقمية، والمرتبة 80 في مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير المهارات العالمية لعام 2025 الصادر عن منصة “كورسيرا” التعليمية.
يعتمد التقرير على تحليل بيانات أكثر من 170 مليون متعلم من 109 دول، مسلطًا الضوء على زيادة غير مسبوقة في الإقبال على دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث سجلت أكثر من 8 ملايين تسجيل في عام 2025، بمعدل 12 متعلمًا في الدقيقة.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تصدرت إسرائيل والإمارات وقطر المراتب الأولى في الكفاءة الرقمية، بينما سجل المغرب معدلات منخفضة نسبيًا، حيث بلغت 31% في مجال الأعمال، و39% في التكنولوجيا، و26% في علوم البيانات، مقارنةً بمعدلات تصل إلى 90% في دول أخرى بالمنطقة، ما يبرز الفجوة الكبيرة التي يجب سدها.
تشير بيانات كورسيرا إلى أن 94% من أصحاب العمل يفضلون توظيف المرشحين الحاصلين على شهادات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، و75% يفضلون توظيف ذوي الخبرة الأقل ممن يمتلكون هذه المهارات على حساب ذوي الخبرة الذين لا يمتلكونها، مما يؤكد أن إتقان هذه المهارات أصبح ضروريًا للتوظيف والتقدم المهني.
يشكل التعليم عن بعد فرصة مهمة، حيث يرى 90% من المتعلمين أن الشهادات المهنية وسيلة فعالة للتطور الوظيفي، ومستعدون لدفع أجور أعلى لحامليها.
من جهة أخرى، يبرز التقرير الحاجة الملحة لتسريع التكوين في مجال الأمن السيبراني، الذي يعاني من نقص عالمي بنحو 5 ملايين متخصص. حيث سجلت التسجيلات في دورات الأمن السيبراني على كورسيرا زيادة كبيرة بلغت 106% في أمريكا اللاتينية، و20% في أوروبا، و14% في آسيا والمحيط الهادئ خلال 2025.
تعكس هذه الزيادة المخاوف المتزايدة حول حماية البيانات في ظل الاستخدام المتسارع للذكاء الاصطناعي، مما يستدعي جهودًا مماثلة لتعزيز القدرات في المغرب.