احتضن المركز الثقافي إكليل فاس التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، يوم السبت، لقاء أدبيًا خُصص لتقديم وتوقيع رواية « فندق دماحة » للكاتب المغربي شرف الدين أكري، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي.
تتناول الرواية، الصادرة سنة 2025 عن دار « المصورات »، حياة نزلاء فندق يحمل اسم « دماحة »، وتستعرض من خلالهم أعماق النفس البشرية وتعقيدات العلاقات الإنسانية، في أسلوب سردي يدمج بين التأمل والتحليل النفسي.
يمتد النص على 263 صفحة، وتدور أحداثه داخل فضاء الفندق الذي يتحول إلى مرآة تعكس تجارب متنوعة وأسئلة وجودية عميقة حول الهوية والانتماء والهروب من الواقع.
وأوضح شرف الدين أكري أن هذا العمل هو روايته الرابعة، بعد « سراديب الذاكرة »، و »الهاوية الخفية »، ومجموعة قصصية بعنوان « نحو هلاكي ». وأضاف أن الرواية تفتح ملف العبودية في المغرب، وخاصة في مدينة فاس، من خلال رصد مرحلة تمتد من أواخر القرن التاسع عشر إلى بدايات القرن العشرين.
الرواية مرشحة رسميًا لجائزة البوكر الدولية للرواية العربية، ويأمل الكاتب أن تصل إلى جمهور واسع من القراء.
من جانبه، اعتبر الباحث عزيز السعد الرواية عملًا أدبيًا متميزًا يجمع بين السرد الجذاب والأسلوب الراقي، ويرتكز على تقنيات بلاغية قوية كالوصف والتوسيع لخدمة الفكرة المركزية، وهي إدانة العبودية وكشف آثارها الاجتماعية والنفسية.
أما كنزة قازوز، مديرة المركز الثقافي إكليل، فأشادت بجمالية الأسلوب المعتمد في الرواية، معتبرة أنها توظف تقنيات سردية مبتكرة وتسلط الضوء على جزء من تاريخ المغرب بطريقة مشوقة، ضمن أنشطة المركز التي تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي وتشجيع الإبداع الشبابي.
« فندق دماحة » عمل تأملي بامتياز، يجمع بين الواقعية والبعد الإنساني، ويضع الإنسان في قلب الحكاية، مستعرضًا آماله وخيباته من خلال نصوص تستنطق التجربة وتستلهم الواقع.