رياض مزور: تعزيز الثقة والتعاون الإقليمي لتعجيل النهضة الصناعية في المغرب وأفريقيا

0
413

في إطار منتدى Choiseul Africa Business 2024 الذي جمع نخبة من القادة والسياسيين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء إفريقيا، ألقى وزير التجارة والصناعة المغربي رياض مزور خطاباً قوياً يدعو إلى ضرورة بناء الثقة وتطوير الشراكات لتعزيز القطاع الصناعي. تناول مزور في كلمته التحديات الراهنة التي تواجه الصناعة المغربية والإفريقية، مؤكداً أن الإيمان بقدرات الشباب الإفريقي والالتزام بالتعاون الفعال هما المفتاح لدفع عجلة التنمية الصناعية المستدامة في القارة.

التحديات والفرص: بناء الثقة كأولوية

افتتح مزور حديثه بالإشارة إلى أن إفريقيا، رغم غناها بالموارد البشرية والمادية، تعاني من تباطؤ في وتيرة التقدم الصناعي، مشيراً إلى الحاجة الملحة إلى الثقة في الذات كأول خطوة للتغيير. وقال: “الثقة بالنفس ليست هبة تُمنح، بل هي قاعدة يجب أن تُبنى داخل الأفراد والمؤسسات”، مؤكداً أن المغرب يمتلك كل الإمكانيات اللازمة لتحقيق طموحاته الصناعية، لكنه بحاجة إلى تعزيز هذه الثقة على مستوى وطني، وجعلها محركاً للتقدم.

وأضاف مزور أن الرؤية الصناعية للمغرب تنبني على الاستثمار في الكفاءات المحلية وإعطائها المساحة اللازمة للابتكار. فالمملكة المغربية، حسبما أوضح الوزير، تتخذ خطوات حثيثة لدعم التكنولوجيا المحلية وتطوير قدراتها الإنتاجية والتنافسية. ورغم التحديات، يرى مزور أن الشباب المغربي قادر على تقديم إضافات نوعية إذا ما توفرت له البيئة المناسبة والدعم اللازم.

درس من أرض الواقع: تجربة المصنع في طنجة

ضمن كلمته، روى مزور تجربة زيارة لمصنع في مدينة طنجة كانت لها أثر عميق على رؤيته للقدرات الوطنية. تحدث عن تفاجئه بمستوى الإبداع المحلي عندما علم أن المصنع لا يقتصر على إنتاج المنتجات فحسب، بل يصممها محلياً بأيدٍ مغربية. وقال الوزير: “رأيتُ في هذا المصنع مثالاً حقيقياً لقدرة المغرب على الانتقال من مرحلة الإنتاج إلى مرحلة الابتكار”، مضيفاً أن المنتجات المغربية المصنعة محلياً ليست فقط عالية الجودة، بل أيضاً قادرة على التنافس في السوق العالمية.

أبرز مزور أن نجاح المصنع في طنجة يعكس إمكانيات المغرب للتحول إلى مركز صناعي ذي قيمة مضافة، حيث يتم الجمع بين الإنتاج والابتكار بما يخدم الاقتصاد الوطني ويعزز من ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المغربي. كما دعا إلى اعتبار هذه التجارب نموذجاً يحتذى به ودافعاً لتشجيع المواهب المغربية على التطلع نحو مستقبل صناعي مزدهر.

التعاون الإقليمي: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

لم يقتصر حديث مزور على الشأن الداخلي، بل أشار إلى أهمية التعاون الإفريقي كأداة استراتيجية لتحقيق التنمية الصناعية على مستوى القارة. وأكد الوزير على أن إفريقيا لا تزال بحاجة إلى تضافر الجهود بين الحكومات والمؤسسات الاقتصادية ورواد الأعمال لخلق بيئة صناعية متكاملة تعزز من فرص الاستثمار والنمو.

ودعا مزور إلى إنشاء منصات مشتركة تجمع بين مختلف الفاعلين لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية، مؤكداً أن هذا التكامل ضروري لتسريع وتيرة التنمية الصناعية ولخلق فرص عمل جديدة للأجيال الشابة. وأضاف: “الإمكانات موجودة في إفريقيا، لكن الأمر يتطلب إرادة جماعية قوية لتحويل هذه الإمكانات إلى إنجازات ملموسة”.

السياسات والرؤية المستقبلية: طموح مدعوم بإصلاحات عملية

وأشار مزور إلى السياسات التي تتبناها الحكومة المغربية لدعم القطاع الصناعي وجذب الاستثمارات الأجنبية. وقال إن الحكومة تعمل على توفير بيئة صناعية مرنة وداعمة للابتكار، من خلال تسهيل الإجراءات وتعزيز البنية التحتية، واستقطاب التكنولوجيا الحديثة. وأكد أن هذه السياسات تأتي في سياق رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كمركز صناعي تنافسي في إفريقيا وعلى المستوى العالمي.

اختتم مزور كلمته بتوجيه رسالة قوية إلى الشباب المغربي والإفريقي، داعياً إياهم إلى الإيمان بقدراتهم والسعي للمساهمة في نهضة قارتهم. وأكد أن لدى إفريقيا كل المقومات لتحقيق مستقبل مشرق، وأن تعزيز الثقة بالنفس، إضافة إلى التعاون الإقليمي، هو السبيل لتحقيق تطلعات شعوب القارة.

بهذه الكلمات، رسم رياض مزور رؤية طموحة لمستقبل الصناعة في المغرب وإفريقيا، داعياً إلى العمل بروح من الثقة والتعاون لتحقيق تحول صناعي مستدام يخدم الأجيال الحالية والمستقبلية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا