أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، اليوم الثلاثاء في الرباط، أن الشراكة الاقتصادية بين المغرب وفرنسا قوية وذات طموح مستقبلي.
وفي افتتاح لقاء ريادة الأعمال المغربي الفرنسي، الذي يركز على القطاعات الاستراتيجية المستقبلية، أكدت السيدة فتاح أن « الدينامية الإيجابية بين البلدين تشهد على قوة علاقاتنا الاقتصادية وإرادتنا المشتركة للمضي قدمًا ».
وأوضحت الوزيرة أنها تأمل في تكثيف المشاريع المشتركة، لاسيما في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتنقل المستدام والصناعات الزراعية والصحة، مشيرة إلى أن فرنسا تعتبر شريكًا رئيسيًا في قطاعات مهمة، مثل صناعة السيارات والطيران والطاقة والبنية التحتية.
وشددت السيدة فتاح على أن هذه النجاحات تعكس أن « شراكتنا ليست مجرد رهان اقتصادي، بل نجاح صناعي يعبّر عن طموحنا المشترك ».
وأضافت الوزيرة أن رؤية الطرفين تتجاوز حدود البلدين، حيث توجد فرصة فريدة للتعاون الاقتصادي الذي يستند إلى التنافس الشريف.
وأكدت السيدة فتاح أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لديه طموح إفريقي قوي، مشددة على أن « مستقبل بلادنا يتحدد أيضًا في القارة الإفريقية ».
وفي هذا السياق، أبرزت الإمكانيات الاستثنائية للمقاولات الإفريقية، مشيرة إلى أن هذه الشراكة بين المغرب وفرنسا تُعد نموذجًا مرجعيًا لتطوير وتعزيز المنطقة الأوروبية الإفريقية على أسس قوية ومستدامة.
وفي عام 2023، بلغ حجم المبادلات التجارية بين المغرب وفرنسا 163.1 مليار درهم، بزيادة بنسبة 2.8% مقارنة بعام 2022، و34% مقارنة بعام 2019. وتعتبر فرنسا ثاني أكبر شريك تجاري للمغرب، حيث تمثل 14.2% من إجمالي المبادلات التجارية.
كما استثمرت فرنسا 11.3 مليار درهم في المغرب في عام 2023، وبلغت الاستثمارات المغربية في فرنسا مستوى قياسيًا بلغ 15.1 مليار درهم، بزيادة قدرها 28% عن العام السابق.
يوجد في المغرب حوالي 1300 فرع لشركات فرنسية، مما يجعل المملكة الوجهة الأولى للاستثمارات الأجنبية المباشرة الفرنسية في إفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء، الذي ينظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالشراكة مع حركة مقاولات فرنسا (MEDEF)، يأتي في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما يعزز الروابط التاريخية بين البلدين ويدعو إلى مستقبل مشترك طموح وجريء

