القس جون هاغي، مؤسس ورئيس منظمة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل” (CUFI)، هو شخصية مثيرة للجدل في المجال الديني والسياسي، وهو معروف بدعمه القوي لإسرائيل وتفسيره للنبوءات الدينية. يتبنى هاغي تفسيراً إنجيلياً لكتاب العهد القديم الذي يراه بمثابة تأكيد لحق اليهود في الأراضي الفلسطينية كجزء من خطة إلهية.
هاغي يعتبر أن النبوءات التوراتية تشير إلى أن سيطرة إسرائيل على فلسطين هي خطوة ضرورية لاقتراب نهاية العالم وحرب هرمجدون، حيث سيكون المسيح هو المنتصر في معركة فاصلة بين الخير والشر. ويعتقد أن هذه النبوءات تتطلب تحقيق السيطرة الإسرائيلية على كامل الأراضي الفلسطينية لتسريع عودة المسيح.
هاغي لا يقدم تبريرات تاريخية أو منطقية لحق إسرائيل في فلسطين بل يعتمد على تفسير ديني للنصوص. وهو يروج لفكرة أن الدعم المطلق لإسرائيل هو الطريقة الوحيدة لجلب بركة الرب وتجنب لعنته، بناءً على تفسيره لآية من سفر التكوين.
تأثير هاغي على السياسة الأميركية والدعم الذي يقدمه لإسرائيل يتجاوز حدود النقاشات الدينية البحتة، حيث تنعكس أفكاره في دعم سياسي قوي لإسرائيل، ويتوافق هذا مع الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من بعض الأوساط الدينية والسياسية في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة للكنائس الأخرى مثل الأرثوذكسية والكاثوليكية، فهي تتبنى تفسيرات مختلفة للنبوءات، حيث ترى الكنيسة الكاثوليكية أن النبوءات ترتبط بالروحانيات وليس بالسياسات العالمية، بينما تفسر الكنيسة الأرثوذكسية حرب هرمجدون كرمز للصراع الروحي بين الخير والشر.
في النهاية، القس جون هاغي يمثل أحد الأجنحة الدينية التي تسهم في تشكيل وجهات النظر السياسية والدينية المتعلقة بإسرائيل والشرق الأوسط، ويؤثر على السياسات الأميركية من خلال الترويج لنبوءات دينية تتداخل مع الواقع السياسي.