الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبعد تعيين مرشحة التحالف اليساري لوسي كاستيتس لرئاسة الوزراء بعد مشاورات مطولة مع القوى السياسية الرئيسية. هذا القرار يأتي في ظل سعي ماكرون لحل الجمود السياسي وتجنب تشكيل حكومة قد تكون عاجزة عن التحرك بسبب المعارضة الشديدة في الجمعية الوطنية، حيث أشار إلى أن حكومته ستواجه أغلبية معارضة تتجاوز 350 نائبًا إذا اعتمدت فقط على دعم الجبهة الشعبية الجديدة.
محللون يرون أن ماكرون يستخدم تكتيك “أنا أو الفوضى” الذي بدأ يفقد تماسكه منذ بداية ولايته الأولى، وأنه يسعى للحفاظ على سيطرته على الحكومة دون تقاسم السلطة. برونو كوتريس، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، وصف هذه المشاورات بأنها مناورة تكتيكية للتظاهر بالتشاور، معتبرًا أن ماكرون كان قد حسم قراره برفض كاستيتس مسبقًا. من جانبه، يعتبر المحلل السياسي إيف سنتومير أن هذه المناقشات كانت عقيمة وتظهر سوء نية من جانب ماكرون، الذي يرفض احتمال وجود رئيس وزراء يساري على رأس الحكومة، مما يعزز احتمالية استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا خلال الأشهر المقبلة.