في مقالها بمجلة فورين أفيرز، تسلط إيمي زيغارت الضوء على أسباب تراجع القوة الأميركية التي كانت تعتمد في السابق على الموارد الملموسة مثل العسكريين، الأراضي، والأساطيل، وتؤكد أن الوضع الحالي يعكس تحولًا في مصادر القوة من الملموس إلى غير الملموس، خصوصًا المعرفة والتقنيات الحديثة. إليك أبرز النقاط التي تطرقت إليها زيغارت:
- تحول مصادر القوة: تشير زيغارت إلى أن القوة الأميركية تراجعت لأنها كانت تعتمد بشكل كبير على المعرفة والابتكارات التقنية التي يصعب التحكم فيها أو السيطرة عليها مقارنة بالموارد المادية التقليدية مثل النفط والأساطيل العسكرية.
- صعوبة السيطرة على المعرفة: المعرفة والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي تُعتبر من أبرز مصادر القوة في الوقت الحالي. هذه الموارد غير ملموسة ويسهل انتقالها وانتشارها عبر البلدان والقطاعات، مما يجعل من الصعب على الحكومات السيطرة عليها أو استعادتها من الأعداء.
- تأثير القطاع الخاص: تنشأ الكثير من المعرفة والتقنيات في القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية، مما يجعل من الصعب على الحكومة تنظيم أو الاستفادة منها بفعالية. الشركات الخاصة بدأت تلعب دورًا متزايدًا في السياسة الجيوسياسية، حيث أن قراراتها يمكن أن تؤثر على الأهداف الوطنية.
- تراجع فعالية أدوات السياسة الخارجية: تدهور قدرة الحكومة الأميركية على إدارة السياسة الخارجية بشكل فعال، مع الإشارة إلى مشكلة شغور المناصب الرئيسية في وزارة الخارجية وتأثيرات ذلك على تنفيذ السياسات.
- أزمة في ميزانية الدفاع: للعام الحالي، ستنفق الولايات المتحدة أكثر على سداد فوائد الديون الفدرالية من إنفاقها على الدفاع. هذا الوضع يؤثر سلبًا على تمويل البحوث والتطوير وبرامج الأسلحة الجديدة، ويعيق الشركات الصغيرة والمبتكرة من تقديم حلول جديدة.
- تدهور النظام التعليمي: النظام التعليمي في الولايات المتحدة، من المدارس إلى الجامعات، يعاني من التراجع، مما يؤثر على الإبداع والابتكار على المدى الطويل.
بناءً على ما سبق، تقترح زيغارت أن يتعين على صناع السياسات في الولايات المتحدة إعادة تقييم استراتيجياتهم فيما يتعلق بمصادر القوة، وتطوير طرق جديدة لتعزيز وتوظيف المعرفة والتقنيات لضمان بقاء الولايات المتحدة في طليعة القوى العالمية.