تدور النقاشات حول بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا بين التقدير كإنجاز استراتيجي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين اعتباره « خدعة » لإفشال المفاوضات، وتعكس هذه القضية مدى تعقيد الصراع القائم وتداخل المصالح السياسية والعسكرية.
الموقف الإسرائيلي:
- إنجاز استراتيجي: يرى نتنياهو أن السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد لـ14 كيلومتراً، هو إنجاز استراتيجي يعزز من أمن إسرائيل ويعطل قدرات حركة حماس على التهريب والتسلل.
- الرفض للتفاوض: يتمسك نتنياهو بموقفه الرافض للتفاوض حول وجود الجيش في هذا المحور، مما يهدد بإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار. هذا الموقف يتزامن مع تقارير تفيد بأنه قد يكون هناك بعض التغيرات في قناعته بناءً على الضغوط الدولية، ولكن لم يتم تأكيد ذلك بعد.
التحليل العسكري والسياسي:
- وجهة نظر الجيش الإسرائيلي: قادة الجيش الإسرائيلي يرون أن بقاء الجيش في محور فيلادلفيا ليس بالضرورة أن يكون له قيمة استراتيجية كبيرة، ويشددون على أن الحل الأمثل هو المفاوضات مع حماس، خاصة بعد تحقيق بعض الإنجازات العسكرية مثل القضاء على لواء رفح وتدمير أنفاق حماس.
- تأثير تصريحات غالانت: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، حول تدمير لواء رفح تُفهم كإشارة إلى أن الجيش قد يكون جاهزًا لتقديم تنازلات بشأن محور فيلادلفيا، ما قد يساهم في تسريع التوصل إلى اتفاق.
المواقف الأخرى:
- حركة حماس: ترفض حماس بقاء أي قوات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وتعتبره مطلباً أساسياً لنجاح أي مفاوضات.
- موقف المصريين: مصر تشعر بالغضب من عدم وجود وضوح في التعامل مع قضيتي محور فيلادلفيا ونتساريم، وهناك مفاوضات جارية للتوصل لتفاهمات بشأن المستقبل العسكري في المنطقة.
التداعيات المحتملة:
- الأزمات السياسية في إسرائيل: قد تؤدي استمرار الخلافات حول محور فيلادلفيا إلى تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، وقد تتسبب في أزمة سياسية داخلية تؤدي إلى استقالات أو تعديلات في القيادة.
- تأثير المفاوضات: قد يتسبب تمسك نتنياهو بالموقف الحالي في تأخير أو حتى فشل المفاوضات، مما قد يؤدي إلى استمرار الصراع وإطالة أمد الأزمة الإنسانية في غزة.
المستقبل:
- مفاوضات القاهرة: من المتوقع أن تتواصل المفاوضات في القاهرة بشأن القضايا العالقة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وقد تشمل التوصل لتفاهمات مع مصر حول الوجود العسكري الإسرائيلي والتعديلات المحتملة على اتفاقية كامب ديفيد.
يبدو أن قضية محور فيلادلفيا هي نقطة محورية في المفاوضات الحالية، ويعتمد مستقبل هذه القضية على التوصل إلى تسوية ترضي جميع الأطراف المعنية وتحقق أهدافها الاستراتيجية والسياسية.


