في منطقة القُرْنَة الأثرية بمدينة الأقصر بمصر، يتمسك فنانون معاصرون بإرث أجدادهم من فناني مصر القديمة، ويواصلون الحفاظ على تقاليد نحت التماثيل والجداريات الفرعونية. هؤلاء الفنانون يعملون في ورش ومعارض نحت وصناعة التماثيل واللوحات الفنية المستوحاة من الحضارة الفرعونية.
تاريخ المنطقة يعود إلى آلاف السنين، حيث عرفت بفنون النحت والرسم والنقش التي برع فيها المصريون القدماء، وتركوا وراءهم معابد ومقابر مزينة بتماثيل ولوحات ورسومات ما زالت تحتفظ بألوانها الزاهية حتى اليوم.
الفنانون الفطريون في القُرْنَة، على خطى أجدادهم، يستخدمون أدوات تقليدية وألوان مستمدة من الطبيعة، مستوحاة من الأساليب التي استخدمها فنانو مصر القديمة. هذه الأدوات تشمل أعواد الغاب والفراجين الصغيرة ولوحات مزج الألوان المصنوعة من الأصداف وقطع الفخار. أما الألوان فهي مستخرجة من مواد طبيعية مثل الكربون والجير وأكاسيد الحديد، والتي تُستخدم لتلوين النقوش والتماثيل بألوان غنية ومعبرة.
زوار الأقصر ومقابر معابد جبانة طيبة القديمة يمكنهم اقتناء هذه التحف الفنية الفريدة، والتي تجسد حياة مصر القديمة وثقافتها. الفنانون المحليون لا يكتفون بنقل تقنيات النحت والتلوين فحسب، بل يسعون إلى إحياء التراث الفني المصري القديم من خلال إعادة إنتاج التماثيل واللوحات بنفس الأساليب والأدوات التي استخدمها أجدادهم.
بهذا، تظل القُرْنَة نقطة تلاقٍ بين الماضي والحاضر، حيث يعيش الفن الفرعوني مجدداً بفضل جهود هؤلاء الفنانين الذين يحافظون على هذا التراث الثقافي الثمين.


