تُعد الأقمار الجليدية مثل أوروبا وإنسيلادوس من بين أكثر الأماكن الواعدة في البحث عن الحياة خارج الأرض في المجموعة الشمسية. وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في دورية “أستروبيولوجي”، فإن هذه الأقمار تمتلك محيطات من الماء السائل تحت طبقاتها الجليدية، مما يجعلها بيئات مرشحة لاستضافة الحياة.
تشير الدراسة إلى أن المياه السائلة الموجودة تحت سطح أوروبا وإنسيلادوس قد تبقى في حالتها السائلة بفضل الحرارة الناتجة عن قوى المد والجزر، التي تحدث نتيجة للجاذبية القوية لكوكبي المشتري وزحل. هذه القوى توفر الظروف المناسبة للحياة، وفقًا للعلماء، الذين يبحثون عن “البصمات الحيوية” مثل الأحماض الأمينية والأحماض النووية، والتي يمكن أن تكون دليلًا على وجود نشاط بيولوجي.
تخطط وكالة ناسا لإرسال بعثات مستقبلية لاستكشاف هذه الأقمار بشكل أكثر تفصيلًا. مهمة “أوروبا كليبر” المقررة للإطلاق في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ستهدف إلى دراسة قمر أوروبا. أما مهمة “إنسيلادوس أوربيلاندر”، المقترحة لعام 2038، فستركز على دراسة قمر إنسيلادوس وستتضمن محاولة لهبوط مسبار على سطحه.
تظهر التجارب التي أجراها العلماء في مركز “غودارد” لرحلات الفضاء، أن الأحماض الأمينية، وهي من أبسط اللبنات الأساسية للحياة، قد تبقى سليمة حتى في الظروف القاسية الموجودة على هذه الأقمار. هذا الاكتشاف يزيد من احتمالية العثور على أدلة للحياة عند استكشاف هذه الأقمار في المستقبل، حيث يمكن للأحماض الأمينية وغيرها من المركبات العضوية أن تكون قريبة بما يكفي من السطح لتتمكن المركبات الفضائية من اكتشافها.