سعيد صالح، الملقب بـ “سلطان الكوميديا”، كان نجمًا بارزًا في السينما والمسرح المصري على مدار 4 عقود. وُلد في 31 يوليو/تموز 1940، وبدأ مشواره الفني من خلال مسرح التلفزيون بفضل الفنان حسن يوسف الذي اكتشف موهبته. بدأ صالح تمثيله في المدرسة واستمر في مسرح التلفزيون حيث التقى بالفنان عادل إمام وأصبحا صديقين وشريكين في العديد من الأعمال المسرحية الناجحة مثل “مدرسة المشاغبين”.
وصفه الكاتب الكبير الراحل محمود السعدني في كتابه “المضحكون” بأنه الأخف دمًا بين أبناء جيله، وأنه يمتاز بالطبيعية وعدم تعمد التمثيل، مما جعله محبوبًا من الجمهور.
من أبرز أعماله المشتركة مع عادل إمام “سلام يا صاحبي”، “الهلفوت”، “المشبوه”، و”على باب الوزير”. ومع ذلك، رفض المشاركة في فيلم “مسجل خطر” خوفًا من تشابه أحداث الفيلم مع حياته الواقعية، حيث كان البطل لديه ابنة وحيدة ويموت في الأحداث، فقام بالدور بدلاً منه الفنان الراحل صلاح قابيل.
كان سعيد صالح مهتمًا بالحياة السياسية والاجتماعية في مصر، مما عرضه للسجن بسبب مسرحية “لعبة اسمها الفلوس” في عام 1983. حيث اعتبر البعض أن جملة في المسرحية تقصد رؤساء مصر الثلاثة جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك. تم اعتقاله لمدة 17 يومًا على ذمة التحقيق قبل الإفراج عنه.
وفي عام 1991، اتُهم بتعاطي المخدرات وتم تبرئته لعدم كفاية الأدلة. لكن في عام 1996، اتُهم مرة أخرى وسُجن لمدة عام.
قال سعيد صالح في لقاء تلفزيوني إن فترة السجن كانت الأفضل في حياته حيث تقرب إلى الله وتعلم قيمة الأشياء من خلال الحرمان منها. وبعد خروجه، واظب على الصلاة وقراءة القرآن وأداء فريضة الحج والعمرة على مدار 14 عامًا.
في عام 2010، قدم مشهدًا مع عادل إمام في فيلم “ألزهايمر”، ونفت ابنته هند أن والدها جسد المشهد أثناء إصابته بالمرض، رغم أنه أُصيب به فعليًا في أواخر عام 2011.
سعيد صالح ترك بصمة لا تُنسى في الفن المصري وظل رمزًا للحرية والفكاهة الحقيقية.