كشف فريق من الباحثين في مجال الميكانيكا الحيوية التطورية بكلية الطب البيطري الملكية في جامعة لندن أن أفراس النهر عندما تركض بأقصى سرعة ترفع أقدامها الأربعة في الهواء، تمامًا مثل الأحصنة. هذه النتائج نُشرت في ورقة بحثية بدورية “بير جي” بعد استخدام العلماء كاميرات عالية السرعة لالتقاط لقطات متفرقة لأفراس النهر، حيث سجلوا 169 دورة ركض لنحو 30 فرس نهر منفردًا في منتجع فلامنجو لاند في شمال مقاطعة يوركشاير.
القفزة التصويرية التاريخية
يشبه هذا الاكتشاف رهانًا شهيرًا لرجل الصناعة والسياسي الأميركي ليلند ستانفورد، الذي أثبت بواسطة العالم البريطاني إدوارد ميوبريدج أن الحصان يرفع حوافره الأربعة عن الأرض أثناء الجري. استخدم ميوبريدج 12 كاميرا لالتقاط مجموعة من الصور لحصان يجري، ودمجها لصناعة أول فيلم صامت قصير يصور حركة شيء ما.
سر سرعة فرس النهر
على الرغم من ضخامة أفراس النهر، إذ يبلغ متوسط وزن الذكور 1500 كغ والإناث 1300 كغ، فإنها تركض بسرعة تصل إلى 30 كم/ساعة. لمقارنة ذلك، فإن العداء الجامايكي يوسين بولت يبلغ متوسط سرعته 37 كيلومترًا في الساعة، مع وزن يصل إلى 90 كيلوغرامًا.
في هذه الدراسة الجديدة، تساءل الباحثون عن كيفية وصول هذا الكائن الثقيل إلى تلك السرعة. وأشاروا إلى أن أبحاثًا قليلة قد أجريت على طريقة جري فرس النهر بسبب خطورة الاقتراب منه.
نتائج الدراسة
في تحليل الفيديو، وجد الباحثون أن أفراس النهر تركض بسرعة عالية عندما يطاردها فرس نهر آخر، وعادة ما يكون ذلك علامة على الهيمنة. ووجدوا أنها ترفع أقدامها الأربعة عن الأرض بنسبة 15% من الوقت أثناء الجري، واستمرت كل حالة رفع للأقدام الأربعة 0.3 ثانية تقريبًا. هذا النمط من الهرولة هو ما يكسب أفراس النهر تلك السرعة الاستثنائية.
أعجوبة عالم الحيوان
البنية الجسدية لأفراس النهر مثيرة لانتباه الباحثين، حيث تمتلك أفراس النهر أرجلًا قوية وعضلية تساعدها في إطلاق اندفاعات سريعة قصيرة زمنيا. على الرغم من حجمها الكبير، فإنها انسيابية نسبيًا، مما يقلل من المقاومة عند الحركة، سواء في الماء أو على الأرض. تقضي أفراس النهر كثيرًا من الوقت في الماء، مما يساعدها في دعم وزنها وتقليل الضغط على أرجلها، ويسمح لها بالحفاظ على قوة عضلاتها لمدة زمنية أطول.
الهرولة الفريدة
أفادت دراسات سابقة بأن أفراس النهر تستخدم طريقة هرولة فريدة تسمى التسلسل الجانبي، حيث تتحرك كلتا الساقين على جانب واحد من الجسم معًا، مما يوفر الاستقرار ويسمح لها بالتحرك بسرعة وكفاءة على أرض غير مستوية.