في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، يشهد العالم نقاشاً متزايداً حول تأثير هذه التكنولوجيا على سوق العمل وأهمية أدوات الدخل الثابت كوسيلة لمواجهة البطالة المحتملة.
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على البطالة: يشير عدد من الشخصيات الرئيسية في عالم التكنولوجيا، مثل سام ألتمان رئيس شركة أوبن إيه آي، وإيلون ماسك رئيس شركة تسلا، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى موجة من البطالة التكنولوجية. يتمثل القلق في أن التقدم في الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من الوظائف التقليدية، مما يزيد من الحاجة إلى سياسات لمكافحة الفقر، مثل الدخل الثابت.
أدوات الدخل الثابت: أدوات الدخل الثابت، مثل الودائع البنكية وعائدات السندات وصناديق المعاشات، توفر عائدًا محددًا لأصحابها. تُعتبر هذه الأدوات وسيلة لحماية الأفراد من تأثير فقدان الوظائف بسبب التكنولوجيا الحديثة.
الدراسات حول الدخل الثابت: دعمت شركة أوبن إيه آي دراسة أُجريت بين نوفمبر 2020 وأكتوبر 2023، حيث تم منح 1000 شخص 1000 دولار شهريًا دون شروط كدخل ثابت. أظهرت الدراسة بعض النتائج المثيرة للاهتمام:
- الإنفاق: المستفيدون أنفقوا معظم الأموال الإضافية على السكن والطعام ونفقات السيارة.
- الدخل: انخفض دخل المشاركين بنحو 125 دولارًا شهريًا باستثناء التحويلات.
- العمل: انخفضت مشاركتهم في سوق العمل بنسبة 2%، مما يعني عملاً أقل بنحو 1.3 ساعة أسبوعيًا، أو ما يقرب من 8 أيام عمل أقل سنويًا.
- الصحة: لم تجد الدراسة دليلاً على تحسن في الصحة البدنية، لكن كانت هناك تحسينات قصيرة الأمد في الصحة العقلية نتيجة تقليل التوتر، والتي تلاشت بحلول نهاية السنة الأولى. كما زادت الزيارات الطبية ونفقات الرعاية الصحية بمعدل 20 دولارًا إضافيًا شهريًا.
التحديات والفرص: رغم النتائج المتباينة، يظل الدخل الثابت سياسة فعالة لمكافحة الفقر. لكن ربط هذه السياسة بمخاوف البطالة الناجمة عن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعرّض الفكرة للخطر إذا لم تتحقق تلك المخاوف بشكل كبير.
بغض النظر عن التطورات في الذكاء الاصطناعي، تظل الحاجة إلى سياسات اجتماعية واقتصادية لمكافحة الفقر قائمة. تعزيز الدخل الثابت قد يكون جزءًا من هذه السياسات، ولكن يجب أن يتم تطويره على أساس تجارب ودراسات واقعية لضمان فعاليته واستدامته.