تواجه قرية سوسيا الفلسطينية جنوبي الخليل سلسلة من الاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وذلك في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. تستهدف هذه الاعتداءات منازل ومزارع الفلسطينيين، ما يفاقم من معاناتهم اليومية ويزيد من حالة الخوف والتوتر التي يعيشونها.
تفاصيل الاعتداءات
سميحة إسماعيل (53 عامًا)، واحدة من سكان القرية، تروي كيف هاجم المستوطنون قريتها فور اندلاع الحرب في غزة، مهددين السكان بالانتقام منهم. منذ ذلك الحين، أصبح سكان القرية، الذين يبلغ عددهم 450، يلزمون منازلهم خوفًا من الاعتداءات المتكررة. وتؤكد سميحة أن المستوطنين مسلحون ويعملون تحت حماية الجيش الإسرائيلي، حيث قاموا بالاعتداء على السكان واعتقال زوجها وابنها.
التوسع الاستيطاني
منذ اندلاع الحرب في غزة، شهدت الضفة الغربية توسعًا استيطانيًا غير مسبوق. الحكومة الإسرائيلية صادقت في يونيو/حزيران الماضي على مصادرة 12.7 كيلومترًا مربعًا من أراضي الضفة الغربية، وهي أكبر مصادرة منذ ثلاثة عقود. كما ظهرت 25 بؤرة استيطانية جديدة منذ بداية العام، وفقًا لمنظمة « السلام الآن ».
الأثر على السكان
محمد النواجعة (78 عامًا)، أحد سكان القرية، يعبر عن قلقه الدائم على أحفاده نتيجة للاعتداءات المستمرة من المستوطنين. يؤكد النواجعة أن محاولات تهجير السكان متواصلة منذ عام 1948. يروي عبد الرحيم النواجعة (60 عامًا) كيف تعرض منزله للهدم عدة مرات، وكيف يتعرض السكان للتهديد المستمر من المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي.
الجهود الإنسانية
استجابة للتوتر المتصاعد في القرية، قامت منظمة « أطباء بلا حدود » بإنشاء عيادات ميدانية في خيام لمساعدة الأهالي. تقول سيمونا أونيدي، منسقة المنظمة، إن الوضع في سوسيا يمثل « صدمة مستمرة » للسكان.
الصمود والتحدي
ورغم المخاوف المستمرة والاعتداءات المتكررة، يؤكد سكان سوسيا، مثل محمد النواجعة، عزمهم على البقاء في منازلهم والدفاع عن أرضهم. يواجه السكان تهديدات مستمرة بالتهجير القسري من قبل سلطات الاحتلال، التي تسعى إلى توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية.
تستمر الاعتداءات في خلق حالة من الرعب والضغط على السكان، الذين يتمسكون بحقهم في البقاء في أرضهم رغم الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال والمستوطنون.


