أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن تأجيل عودة مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة “بوينغ” إلى الأرض لأجل غير مسمى، للسماح بمزيد من الوقت لمراجعة المشاكل الفنية التي لا تزال تواجهها المركبة. كان من المقرر أن تعود “ستارلاينر” في البداية في 14 يونيو/حزيران، ثم تأجلت إلى 26 من نفس الشهر، لكن الوكالة أعلنت الآن عن تأجيل غير محدد.
أوضح البيان أن مسؤولي المهمة يعملون على تقييم الوقت المناسب لعودة المركبة بعد أن أتم رائدا الفضاء “بوتش ويلمور” و”سوني وليامز” مهمتي سير في الفضاء الخارجي. وكانت المركبة قد انطلقت إلى محطة الفضاء الدولية في الخامس من يونيو/حزيران بعد محاولتي إطلاق فاشلتين، مما يمثل نقطة تحول لشركة “بوينغ” في سعيها للحصول على شهادة الاعتماد من “ناسا” لرحلات الفضاء المأهولة المستقبلية.
واجهت “ستارلاينر” عدة مشاكل فنية خلال مهمتها، بما في ذلك أعطال في محركات الدفع وتسرّبات لغاز الهيليوم، مما دفع “ناسا” و”بوينغ” لإجراء اختبارات إضافية على الأرض في ميدان تجارب الصواريخ “وايت ساندرز” في نيو مكسيكو. ورغم هذه التحديات، أكد المسؤولون أن المركبة تعمل بشكل جيد وهي مستقرة وملتحمة بمحطة الفضاء الدولية.
وقد ظهرت مشاكل محركات الدفع قبيل التحام المركبة بالمحطة الفضائية، مما أدى إلى تأخير الالتحام لمدة ساعة، واضطرت “بوينغ” إلى تعديل برنامج نظام الدفع لجعل المحركات تعمل مجدداً. وأكد مارك نابي، المسؤول العام لبرنامج “ستارلاينر”، أنه لا يوجد أي خطر على طاقم المركبة.
وتعتبر هذه المشاكل الفنية جزءًا من سلسلة من التحديات التي واجهها برنامج “ستارلاينر”، بما في ذلك مشاكل في البرمجيات والتصميم والإدارة، مما أدى إلى تجاوز تكاليف المشروع 1.5 مليار دولار من أصل صفقة بقيمة 4.5 مليارات دولار مع “ناسا”. ومع ذلك، تظل “ناسا” ملتزمة بجعل “ستارلاينر” مركبة فضائية مثالية تعمل بجانب مركبة “دراغون” التابعة لشركة “سبيس إكس”.