شهدت الأسواق المالية الأوروبية موجة من سحب الأموال من صناديق الاستثمار قبل الانتخابات العامة الفرنسية المقررة قريبًا. خلال الأسبوع المنتهي الأربعاء الماضي، تم سحب نحو 2.1 مليار دولار من أسواق المال الأوروبية، وهو أكبر مبلغ يتم سحبه في 14 أسبوعًا، وفقًا لتقديرات بنك أوف أميركا. تأتي هذه التحركات في ظل مخاوف المستثمرين من المخاطر السياسية المحتملة.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاجأ الأسواق بدعوته إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد المكاسب التي حققتها أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة. ومنذ هذه الدعوة، خسرت سوق الأسهم الفرنسية حوالي 200 مليار دولار من قيمتها. يعزز هذا الوضع قلق المستثمرين من إمكانية تبني حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف سياسات مالية أكثر مرونة في حال فوزه بالأغلبية، مما قد يؤدي إلى خسائر إضافية في السوق.
محللو بنك سيتي غروب يتوقعون أن السوق الفرنسية قد تفقد 20% من قيمتها في أسوأ السيناريوهات بناءً على نتائج الانتخابات. كما أن مؤشر كاك 40 لبورصة باريس تراجع بنسبة 8.8% خلال الربع الثاني من العام الحالي، متجهًا نحو تسجيل أسوأ أداء ربع سنوي مقارنة بمؤشر يورو ستوكس 50 الرئيسي للأسهم الأوروبية منذ إنشاء منطقة اليورو في 1999.
في السياق ذاته، شهدت شركة الطيران الفرنسية الهولندية أير فرانس-كيه.إل.إم تراجعًا في سعر سهمها إلى أقل مستوى له منذ طرحها في البورصة قبل 25 عامًا. المحللون في بنك باركليز البريطاني توقعوا اضطرابًا في سوق المال الفرنسية مما سيضر بمكاسب شركة الطيران، وأشاروا إلى أن الاستقطاب السياسي في فرنسا يمكن أن يؤدي إلى اضطراب ثقة الشركات والمستهلكين وزيادة احتمال الاضطرابات الاجتماعية. تمثل الانتخابات المبكرة التي دعا إليها ماكرون خطرًا إضافيًا على علاقة الشركة بالنقابات العمالية.
الحكومة الفرنسية، التي تمتلك 28% من أسهم شركة الطيران وتشغل مقعدين في مجلس إدارتها، تتابع نتائج الانتخابات بقلق، نظرًا لأهمية تلك النتائج للشركة مقارنة بغيرها من الشركات.