رحلة مؤلمة نحو الأمان
كيغالي- على الطريق المتجه شمالًا من العاصمة الرواندية كيغالي، تنتشر مناظر الطبيعة الخلابة ومزارع الشاي التي تشعرك بالسلام. ولكن الحال يختلف تمامًا على الجانب الآخر من الحدود، في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث تكون رحلات اللاجئين محفوفة بالمخاطر والمآسي. قصصهم تروي معاناة وأسباب اللجوء التي تبدو واضحة على وجوههم، وقد رسمت عليها ملامح الحزن والألم.
معاناة اللاجئين
تاريخ اللجوء في رواندا ليس جديدًا؛ فقد كان العديد من الروانديين أنفسهم لاجئين في دول الجوار قبل أن تصبح بلادهم ملجأً للاجئين بعد انتهاء الحرب في صيف عام 1994. السيدة فانيسا، على سبيل المثال، تحمل قصصًا من المعاناة التي لا تُنسى. وصلت فانيسا إلى مخيم نكاميرا بعد رحلة شاقة فقدت خلالها اثنين من أبنائها أثناء محاولتهم الهرب من القتال في شرق الكونغو، حيث هاجمت « القوات الديمقراطية لتحرير رواندا » قريتها. قُتل ابنها البكر أمام عينيها، بينما فقدت الآخر في طريق الهروب دون أن تتمكن من دفنه.
الأطفال اللاجئون
ويلاحظ الزوار لمركز الاستقبال المؤقت أن غالبية اللاجئين هم من الأطفال والقُصّر. مدير المركز، ديفيد غوانيونغا، يوضح أن 65% من اللاجئين تقل أعمارهم عن 17 عامًا، وقد وصلوا بدون ذويهم. تحاول إدارة المركز، بالتعاون مع الصليب الأحمر، لم شمل هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم. وفي انتظار ذلك، تتولى عائلات حاضنة في المركز مهمة الاعتناء بهم.
سياسة الحكومة الرواندية تجاه اللاجئين
تستضيف رواندا حوالي 135 ألف لاجئ، منهم 85 ألفًا من جمهورية الكونغو الديمقراطية و50 ألفًا من بوروندي، وفقًا لاتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين. المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في رواندا، ليلي كارليسلي، تشير إلى أن الحكومة الرواندية تعمل على دمج اللاجئين في المجتمع المحلي بشكل قانوني نظرًا لعدم إمكانية عودتهم إلى أوطانهم في الوقت القريب. يحصل اللاجئون في رواندا على حقوق العمل والتنقل، والعيش خارج المخيمات، وكذلك على إثباتات هوية وفتح الحسابات البنكية.


