تشهد المعادن الرئيسية (الذهب، الفضة، والنحاس) ازدهارًا غير مسبوق في عام 2024، متفوقة على الأسهم في تحقيق العوائد. مسح أجرته وكالة الأناضول استنادًا إلى بيانات من بورصات السلع وأسواق المال العالمية يكشف عن أن هذه المعادن قد سجلت مكاسب كبيرة منذ بداية العام، نتيجة لارتفاع التضخم وأسعار الفائدة عالميًا، وزيادة الطلب الصناعي والتحوط من المخاطر بشراء الذهب.
النحاس
النحاس حقق أعلى عائد للمستثمرين بنسبة تجاوزت 30% حتى نهاية مايو/أيار، ليصل سعره إلى 4.7 دولارات للكيلوغرام. هذا الارتفاع يأتي مع زيادة الطلب العالمي على النحاس منذ 2023، خاصة في ظل ثورات الذكاء الاصطناعي، حيث يعتبر النحاس مكونًا رئيسيًا في العديد من الصناعات مثل السيارات الكهربائية وخطوط النقل ومراكز البيانات. الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، استثمرت بشكل كبير في سوق النحاس لتعزيز حصتها السوقية.
الفضة
سعر أونصة الفضة ارتفع بنسبة 29% إلى 31.2 دولارًا حتى نهاية مايو/أيار، مستفيدًا من الطلب على الملاذ الآمن بسبب المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي. الفضة تتميز بكونها عنصرًا مهمًا في العديد من الصناعات، خاصة تقنيات الطاقة النظيفة، مما يعزز من قيمتها. من المتوقع أن تواجه سوق الفضة نقصًا في العرض للسنة الرابعة على التوالي في 2024.
الذهب
أسعار الذهب صعدت بنسبة 14.2% إلى 2350 دولارًا للأونصة حتى نهاية مايو/أيار، متأثرة بشراء البنوك المركزية للذهب كمخزون آمن وسط التضخم والتوترات الجيوسياسية. في الربع الأول من 2024، اشترت البنوك المركزية 290 طنًا من الذهب، وهو أعلى مستوى في تلك الفترة على الإطلاق. الصين واصلت زيادة احتياطياتها من الذهب، حيث بلغ إجمالي حيازة بنك الشعب الصيني من الذهب 2264.3 طنًا.
التكنولوجيا الأميركية
بينما حققت أسهم التكنولوجيا الأميركية عوائد نسبتها 20.1% منذ مطلع العام، متفوقة على الذهب، إلا أن المعادن الرئيسية بشكل عام قد أثبتت تفوقها في الأسواق العالمية.
تظهر المعادن الثلاثة (النحاس، الفضة، والذهب) قوة كبيرة في تحقيق العوائد للمستثمرين، مدفوعة بارتفاع الطلب الصناعي والتحوط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. هذا الأداء الاستثنائي يجعلها من بين الأصول الأكثر جذبًا للاستثمارات في العام الجاري.