مشروع إنتاج الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال وصل إلى مرحلة حاسمة، حيث أعلنت الحكومتان أن المنصة العائمة لمعالجة وتصدير الغاز وصلت إلى وجهتها في الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، في حقل « السلحفاة آحميم » الكبير. هذا الحقل يحتوي على احتياطات ضخمة تقدر بـ 25 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وصول المنصة العائمة يشير إلى أن أكثر من 92% من العمل قد اكتمل، ولم يتبق سوى تثبيت المنصة وربطها بمواقع الحفر تحت الماء لبدء عملية الإنتاج. من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الثالث من العام 2024.
رحلة المنصة العائمة كانت طويلة ومعقدة، بدأت في الصين عام 2019 وتأخرت بسبب جائحة كوفيد-19. بعد اكتمال بنائها، توجهت المنصة عبر سنغافورة وجزر موريشيوس وصولاً إلى ميناء « تيناريف » الإسباني، ثم إلى وجهتها النهائية في المياه الموريتانية السنغالية.
المنصة العائمة ستتم ربطها بالمعدات تحت الماء لبدء عملية المعالجة الأولى للغاز، والتي تشمل فصله عن الماء والرواسب الأخرى. بعد ذلك، يتم نقل الغاز عبر أنابيب إلى محطة التسييل المركزية الموجودة على بعد 10 كيلومترات من الساحل.
محطة التسييل نفسها عبارة عن سفينة كبرى مخصصة لنقل الغاز تم تحويلها إلى محطة تسييل، وهي مجهزة بقدرة تصل إلى 2.5 مليون طن سنوياً وتخزين يصل إلى 125 ألف متر مكعب. هذه المحطة وصلت إلى موقعها في فبراير/شباط الماضي.
حقل « السلحفاة آحميم » يقع على بعد 115 كيلومترًا من السواحل الموريتانية السنغالية وعلى عمق 2850 مترا، وهو واحد من أكبر حقول الغاز في إفريقيا. كان من المخطط أن يبدأ إنتاج الغاز في بداية 2022، لكنه تأجل عدة مرات بسبب الجائحة والتحديات اللوجستية.
هذا المشروع من المتوقع أن يحقق فوائد اقتصادية كبيرة لموريتانيا والسنغال، مع تدفق إيرادات الغاز وتحقيق إقلاع اقتصادي لكلا البلدين.


