تزامنا مع التصاعد المقلق لندرة المياه التي يشهدها العالم، تتحوّل حماية هذه الثروة الحيوية إلى أمر ضروري، مما يستدعي تضافر جهود المجتمعات للمحافظة عليها وتوزيعها بشكل عادل وحكيم. إن الماء لا يعتبر مجرد مورد، بل هو رمز للإنسجام ومفتاح للسلام، شريطة أن يتم إستخدامه بشكل عادل ومستدام
وأختير شعار « الماء من أجل السلام » للاحتفال باليوم العالمي للماء هذا العام يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه إدارة المياه في تعزيز التواصل بين الشعوب والمساهمة في مواجهة تحديات التغير المناخي
وتؤكد منظمة الأمم المتحدة على أهمية توحيد الجهود في مجال إدارة المياه من أجل تعزيز السلام وبناء مستقبل أكثر إستقرارًا وإزدهارًا، مع التأسيس لاتفاقيات تعاون تشمل جميع الدول المتشاركة في موارد مائية مشتركة
ويجب تكثيف التعاون الدولي والمحلي للحفاظ على هذا المورد الحيوي، وضمان إستخدامه بشكل عادل ومستدام، وفقًا لاتفاقيات الأمم المتحدة والتدابير المحلية المتخذة في هذا الصدد
وتبرز الممارسات الفعالة التي يتبناها المغرب في مجال إدارة المياه الدور الريادي للمملكة في هذا الصدد، حيث يولي المغرب إهتمامًا كبيرًا للتدبير المستدام للمياه من أجل خدمة المواطنين وتحقيق التنمية، ويسعى لدعم التعاون الدولي في هذا المجال
وتشير الجهود المبذولة في المغرب إلى تبني إستراتيجيات مبتكرة لمكافحة تأثيرات التغير المناخي وتوفير المياه، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به للبلدان الأخرى، حيث يشارك المغرب خبراته ومعارفه في هذا المجال مع الشركاء الدوليين
وتشمل الإجراءات المتخذة في المغرب تحسين إستخدام الموارد المائية وتوفير المياه بشكل فعال من خلال عمليات تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه المعالجة، إلى جانب تنفيذ مشاريع لتحسين تدبير الطلب على المياه، وتعزيز مراقبة وإستخدام المجال المائي العمومي
ويشار إلى أن جهود المغرب المستمرة تركز بشكل أساسي على الحفظ هذا المصدر الحيوي تشمل إقامة شرطة للمياه لمراقبة إستخدام المياه وضمان الإستدامة، مما يعكس إلتزام المملكة الثابت بتوفير المياه النظيفة والمستدامة للمواطنين والمجتمعات


