الرباط، 29 نونبر 2023 عقد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم أمس الأربعاء اجتماعه العادي برئاسة السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، بالمقر المركزي للحزب بالرباط.
بعد نقاش عميق لمختلف القضايا الواردة في العرض السياسي للسيد الأمين العام، أكد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ما يلي:
أولا: الأدوار البارزة والمهام النبيلة التي يقوم بها نساء ورجال التعليم في مجتمعنا. كما يؤكد على المكانة المتميزة التي يحظون بها داخل بلادنا، مستحضرًا في الوقت نفسه الجهود الضخمة التي تبذلها بلادنا لتطوير وتعزيز قطاع التربية الوطنية على مر العقود. ويعتمد هذا التقدير أيضًا على العزيمة القوية والإرادة الإصلاحية التي تشترك فيها الحكومة في هذا القطاع الاجتماعي الحيوي، الذي أصبح من أولويات برنامجها الحكومي.
و ذلك من أجل تعزيز الثقة بين الفاعلين والمواطنين في نظامنا التعليمي الوطني، يدعو المكتب السياسي إلى تكثيف الحوار البناء مع مراعاة تامة للمصلحة العامة. كما يحث على إيجاد جميع الحلول الممكنة لفتح باب حلاً لهذه الأزمة، مما يمكن عودة التلاميذ إلى الدراسة في أسرع وقت ممكن.
ثانيا: تم تعميق النقاش في المكتب السياسي بشأن مضمون مذكرة الحزب التي سيتم رفعها إلى الهيئة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة. ينطلق هذا النقاش من مرجعية الثوابت الوطنية ومن المبادئ والقيم الأصيلة والحداثية داخل الحزب. يطمح الحزب، من خلال هذه الدراسة العلمية والأبحاث الدقيقة حول العديد من القضايا الأسرية، وأيضاً من خلال تعديلات دقيقة على نصوص المدونة الحالية، إلى « المساهمة » بكل مسؤولية في الإجابة على الكثير من التحديات والاختلالات التي أظهرها تطبيق المدونة على مدى العشرين سنة الماضية. ومن ثم، يعبر الحزب عن استعداده للمشاركة الفعلية في هذا الإصلاح العميق لمكون الأسرة، الذي يعتبره نواة المجتمع وأساس تقدمه وتطوره.
ثالثا: يُشيد المكتب السياسي بجدارة بجهود فريق الحزب في الغرفة الأولى وبتألقه اللافت خلال مناقشات قانون المالية، مُعبِّرًا عن تقديره للمواقف السياسية المسؤولة التي عبَّر عنها الفريق. يتمثل هذا في احترام كامل لمضمون ميثاق الأغلبية، الذي يتماشى مع التوجه الذي أبان عنه المكتب السياسي في فريق الحزب بمجلس المستشارين.
الهدف هو تحسين مشروع القانون المالي القادم باعتباره نقطة تحول رئيسية في تاريخ البلاد، من خلال مواصلة تنفيذ التدابير اللازمة لتحسين الرعاية الصحية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع. ويُعزز ذلك المسار نحو تعزيز الدور الاجتماعي للدولة، كما هو وارد في القرارين التاريخيين المتعلقين بالدعم الاجتماعي المباشر والدعم المباشر في مجال الإسكان، وذلك في سياق التقدم في تنفيذ مضمون البرنامج الحكومي، وكذلك استمرار الإصلاحات والمشروعات الكبيرة.
رابعا: في سياق التنظيم الحزبي، يعبر المكتب السياسي بإعجاب شديد عن الجهود والنتائج التي توصلت إليها اللجنة التحضيرية في الاجتماع الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي. وقد صادق المكتب على جميع الوثائق المقدمة خلال هذا الاجتماع، التي تعكس بوضوح الجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء اللجنة برئاسة رئيسها.
كما يقدر المكتب السياسي بشكل فعّال بداية العمل في تجميع الجموع العامة لاختيار المؤتمرين، بالإضافة إلى إعداد كل الشروط اللازمة لضمان نجاح المؤتمر الوطني الخامس للحزب، المقرر عقده في أيام 9 و10 و11 بمدينة بوزنيقة.
خامسا: فيما يتعلق بالشأن الخارجي، وبعد أن أعلن المكتب السياسي بارتياح كبير بشأن وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، الذي يسمح بتقديم الحد الأدنى من المساعدات للشعب الفلسطيني، أكد المكتب السياسي مجددًا إدانته للاعتداء الهمجي على قطاع غزة لمدة تزيد عن خمسين يومًا، والذي شهد تعرضًا فظيعًا وتصفية جسدية للأطفال والنساء والمدنيين. ولاحقًا، قد أدى هذا العدوان إلى خرق صارخ للمواثيق والقوانين الدولية والعهود الإنسانية.
وفي هذا السياق، يثمن المكتب السياسي مضمون الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره يوم الأربعاء إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أكد فيها جلالة الملك بوضوح تام أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، والتمادي في استهداف المدنيين، يسائل ضمير المجتمع الدولي، وخاصة القوى الفاعلة، ومجلس الأمن باعتباره الآلية الأممية المسؤول عن حفظ الأمن والاستقرار والسلام في العالم.