في عام 2017، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على عقار “أوزمبيك” لعلاج السكري من النوع الثاني، مما أدى إلى تغيير كبير في التعامل مع مرض السكري وزيادة الوزن. العقار، المرخص لخفض مستويات السكر في الدم وتحسين التحكم في السكر التراكمي (HbA1c)، أظهر فعالية في فقدان الوزن، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة للتحكم في الوزن.
ينتمي “أوزمبيك” إلى عائلة من الأدوية تُعرف بناهضات GLP-1، والتي تساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن. ومع ذلك، ظهرت بعض الآثار الجانبية والمضاعفات مع استخدام هذه الأدوية، ما أثار تساؤلات حول ما يحدث عند التوقف عن استخدامها.
تاريخياً، حاول البشر إنقاص الوزن بوسائل عديدة مثل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، والعلاج النفسي، والجراحة. ومع ذلك، لم يكن تاريخ أدوية الحمية مشجعاً؛ فقد شهد العديد من الفشل والمشكلات. على سبيل المثال، كانت الأمفيتامينات تُستخدم لإنقاص الوزن في الثلاثينيات، لكنها أوقفت بسبب الإدمان. كما تم سحب دواء “فين-فين” من السوق في التسعينيات بسبب مشكلات صحية خطيرة.
أما اليوم، فتعد أدوية “أوزمبيك” وإخوته، المستندة إلى اكتشاف هرمون GLP-1، مختلفة. اكتشف الدكتور دانييل دراكر هرمون GLP-1 في الأمعاء البشرية عام 1984، مما مهد الطريق لتطوير هذه الأدوية. وتكمن وظيفة هذا الهرمون في تنظيم مستويات السكر في الدم وقمع الشهية.
واجه تطوير أدوية GLP-1 تحدياً رئيسياً، وهو أن الهرمون يختفي بسرعة من الجسم. هنا جاء دور “وحش جيلا”، وهي سحلية سامة من أمريكا الشمالية، تمتاز بقدرتها على البقاء لفترات طويلة دون طعام وتنظيم نسبة السكر في الدم. ساعدت دراسات على سم هذه السحلية في تطوير أدوية فعالة مثل “أوزمبيك”.
تعتبر ناهضات GLP-1 مثل “أوزمبيك” من الأدوية الواعدة، ولكن من الضروري التوعية بآثارها الجانبية واستشارة الأطباء قبل استخدامها.