تشير الأبحاث العلمية إلى أن الطقس الحار يمكن أن يؤثر على مزاج الأشخاص ويجعلهم أكثر غضبًا وعدوانية في بعض الظروف. هذه الظاهرة ليست مجرد ملاحظة عامة بل تدعمها دراسات علمية متعددة.
دراسة جامعة كاليفورنيا باركلي: في سبتمبر/أيلول 2023، أجرت جامعة كاليفورنيا باركلي دراسة على حوالي 2000 متطوع، حيث تم وضعهم في غرف بدرجات حرارة مختلفة: 22 درجة مئوية في كاليفورنيا و30 درجة مئوية في نيروبي. خضع المشاركون لاختبارات اتخاذ القرار والاختبارات المعرفية. في معظم الحالات، لم تظهر فروق كبيرة في الأداء بين الغرفتين، ولكن عندما تم منع مكافأة مالية وُعد بها المتطوعون، أظهر الأفراد في الغرفة الحارة في نيروبي ردود فعل أكثر قسوة مقارنة بزملائهم في الغرفة الباردة في كاليفورنيا.
تجارب سابقة: تجارب أخرى أكدت نفس النتائج. ففي 2017، أظهرت تجربة تقسيم المشاركين إلى غرفتين بدرجات حرارة مختلفة تصاعدًا في درجات العدائية عند الجالسين في الغرف الحارة. وكانت تجربة أجريت قبل ثلاثة عقود من قبل ألدرت فريدج ورفاقه في جامعة بورتسموث بأمستردام، على 38 ضابط شرطة أظهرت أن الضباط في الغرفة الحارة كانوا أكثر ميلاً لسحب مسدساتهم بنسبة 85% مقارنة بـ 45% في الغرفة الباردة.
الجرائم والعنف: تظهر الدراسات أيضًا أن جرائم العنف مثل القتل والاعتداء وإطلاق النار الجماعي تزداد مع ارتفاع درجات الحرارة. في السجون، وجدت دراسة في عام 2021 زيادة بنسبة 18% في العنف بين النزلاء في الأيام الحارة جدًا.
التأثير الفيزيولوجي: يشير العلماء إلى أن هذه العلاقة بين الغضب والحرارة قد تكون مرتبطة بتركيبة أجسامنا. عندما تتعرض أجسامنا لدرجات حرارة مرتفعة تتجاوز حدودًا معينة، يبدأ أداؤنا في المهام المختلفة بالتدهور، وتؤثر التغيرات الفيزيولوجية في الجسم على مشاعرنا وسلوكنا. هذه التغيرات تشمل زيادة معدل ضربات القلب والتعرق والشعور بالإرهاق، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة التهيج والغضب.
باختصار، هناك أدلة علمية تدعم فكرة أن الطقس الحار يمكن أن يجعل الناس أكثر غضبًا وعدوانية، خاصة في ظروف معينة مثل الشعور بالتهميش أو التعرض لمواقف محبطة.