كان يُنظر إليه كأحد أبرز المواهب الكروية في جيله، لكن مسيرة هاشم مستور لم تأخذ المسار الذي توقعه الكثيرون. في حديث صريح ومؤثر لجريدة ليكيب الفرنسية، كشف اللاعب المغربي عن تفاصيل رحلته القاسية، بين الأضواء المبكرة والخيبة، وصولاً إلى محاولاته الحالية لإعادة بناء نفسه.
في سن 26 عاماً، يلعب مستور اليوم في صفوف فريق فيرتوس فيرونا في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، بعيداً عن أجواء الملاعب الكبيرة التي تنبأ له بها الجميع في بداياته.
بداية نارية ونهاية غير متوقعة
اشتهر مستور في سن مبكرة جداً، ولفت أنظار كبار الأندية الأوروبية وهو في سن 14 فقط. وفي سن 16، كان ضمن الفريق الأول لنادي ميلان الإيطالي، ووقع عقداً إعلانياً مع شركة Nike، وظهر في فيديو مع النجم نيمار، وجلس إلى جانب نجوم كبار مثل كاكا وروبينيو وبالوتيلي.
كما تم استدعاؤه للمنتخب المغربي في سن مبكرة، ليصبح أصغر لاعب يمثل “أسود الأطلس” دوليًا. لكن هذا الظهور السريع صاحبه ضغط كبير، وإدارة غير ناضجة لمسيرته.
شهرة الإنترنت ووجهها المظلم
يتحدث مستور عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في شهرته، لكنها أيضًا شوشته وأبعدته عن تركيزه. يقول: “كنت أعيش في عالم من المظاهر. كان يجب أن أُثبت نفسي دائماً، وأن أظهر كل شيء. لقد عشت تجربة لم يكن مستعداً لها أحد في عمري.”
ويضيف: “لم أكن شاباً يحقق حلمه، بل أصبحت منتجاً تجارياً للآخرين”. كما كشف أنه عاش عزلة حقيقية: “ليس لدي أصدقاء حقيقيون، وحتى الآن لا أعرف مع من يمكنني السفر في عطلة. ربما مع أختي أو والدي فقط. هذا هو الثمن.”
بداية جديدة وأحلام جديدة
بعد فترة قضاها في التدريب بمفرده، بدأ مستور رحلة جديدة مع فيرتوس فيرونا، بدعم من مدرب ذهني يساعده على إعادة التوازن. لا يزال يحلم باللعب في دوري الأبطال أو تمثيل المغرب في كأس العالم، لكنه يفكر أيضًا في الدراسة، خاصة في علم النفس، قائلاً: “ربما لأنني مررت بتجارب نفسية صعبة، أشعر أن هذا المجال يعنيني.”
هاشم مستور يقدم اليوم شهادة صادقة عن الجانب المظلم للنجومية المبكرة، وعن ثمن الشهرة والضغوط، لكنه أيضًا يمنح الأمل لكل من يسعى للنهوض من جديد.