شهدت حديقة جنان السبيل مساء الثلاثاء أجواء روحانية مميزة، خلال ليلة صوفية أحيتها الطريقة التجانية، ضمن فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحية.
وقد أحيى هذه السهرة الروحية « المجموعة الوطنية للسماع والمديح »، بقيادة المنشد محسن نورش، رئيس المجموعة الوطنية للطريقة التجانية.
تكونت المجموعة من 12 منشداً قدّموا وصلات من المديح والسماع الصوفي، في أجواء من الخشوع والتأمل، وسط حضور جماهيري غفير تفاعل بحرارة مع الأناشيد التي مجّدت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد محسن نورش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن « المهرجان يُعد ملتقى لفنون وتراث شعوب العالم من خلال موسيقاها الروحية »، مشيراً إلى أهمية مشاركة الطريقة التجانية في إبراز الإرث الثقافي والروحي المغربي أمام جمهور دولي واسع.
خلال الأمسية، قدّمت المجموعة قصائد لشخصيات بارزة من رموز الطريقة التجانية، مثل سيدي إبراهيم نياس والعربي بن سايح، إلى جانب مختارات من الشعر الصوفي، بهدف تعريف الجمهور بثروة هذا المسار الروحي في أبعاده الأدبية والروحية.
وأوضح نورش أن المجموعة تعمل أيضًا على نشر فن السماع المغربي والتعريف بالموروث التجاني في الدول الإفريقية المرتبطة بهذه الطريقة، مؤكدًا أن هذا الفن يمثل تقليدًا متجذرًا في الهوية المغربية ومنفتحًا على العمق الإفريقي.
وتعتبر الطريقة التجانية ركنًا أساسيًا في التراث الروحي المغربي، حيث تواصل إحياء فنون المديح النبوي والسماع بروح أصيلة، حرصًا على نقل هذا الموروث إلى الأجيال القادمة.
ويأتي هذا الحدث ضمن الدورة 2025 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يضم أكثر من 200 فنان من 15 دولة، في تظاهرة تحتفي بفاس كمدينة العلم والتسامح، وجسراً للتلاقي بين الثقافات والأديان.