في مقالها في “تايمز أوف إسرائيل”، تسلط شيرا تامر الضوء على مدى توغل العسكرة في المجتمع الإسرائيلي وكيف أصبحت مظاهر الحياة العسكرية تتداخل بشكل كبير مع جميع جوانب الحياة اليومية، من السياسة والتعليم إلى الترفيه والإعلام. تبرز تامر كيف أن الرموز العسكرية والسيطرة العسكرية تتجلى في كل مكان في المجتمع الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الإذاعات العسكرية مثل “غالجالات” أصبحت جزءاً من الحياة اليومية، حيث يستمع إليها حوالي 1.3 مليون شخص.
تشير تامر إلى أن هذا التركيز على العسكرية يؤثر بشكل كبير على الحياة السياسية والاجتماعية، حيث يتم الاحتفاء بالإنجازات العسكرية أكثر من غيرها، وتصبح المبادئ العسكرية هي التي تحدد ما يجب تخليده وما يجب نسيانه. كما تؤكد أن المجتمع الإسرائيلي يحتفي بالجنود ويعاملهم كأبطال، مما يجعل من الهوية الإسرائيلية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجيش والدعم غير المشروط له.
ومع ذلك، تشير تامر إلى أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 كان له تأثير كبير على الصورة التي رسمت على مدى سنوات طويلة للجيش الإسرائيلي والعسكرة في المجتمع. فبعد هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل نحو ألف إسرائيلي واحتجاز 250 رهينة، أصبح المواطنون يشعرون بخيبة أمل عميقة، حيث شعروا بأن الجيش لم يكن متواجداً عندما كان يحتاجون إليه. تامر تعبر عن اعتقادها بأن هذه المأساة ليست مجرد فشل للحكومة العسكرية، بل فشل مجتمعي في تصور إمكانية وجود إسرائيل خارج نطاق العسكرة والحرب. وتؤكد أن هذا الفشل يعكس واقعاً مفروضاً على الأمة، ويجعلها محكوم عليها بالبقاء في هذا الوضع ما لم يتم التعامل مع المشكلة بشكل جذري.