منير الرماش أو كما يلقب بـ”إسكوبار الشمال” يعانق الحرية بعد إحدى وعشرين سنة من السجن بسبب الاتجار في المخدرات، معيدا إلى الأذهان قصة رجل عصابات غامض، حصد شهرة واسعة في بداية الألفية بالمغرب.
تعود قصة الرماش الغامضة، وفق المصادر الإعلامية الإسبانية التي بدورها تبقى “شحيحة”، إلى سنة 2003، حيث عاشت مدينة تطوان على وقع “حرب عصابات” أتبعها إطلاق نار واسع في أحد الشوارع، أدت إلى سقوط أسماء متورّطة مثل (النيني)، وهو رجل عصابات آخر شهير بالمنطقة.
وفق المصادر عينها التي نشرت وثائق اعترافات الرمّاش لدى المصالح الأمنية، فإن “الحادثة، التي ظنّت السلطات أنها عادية، باتت تثير الشكوك، والضحايا غير موجودين في عين المكان، قبل أن تتلقى أخبارا بهربهما معا إلى مصحة خاصة بتطوان، على أن تنكشف حرب خفية بين المدعوّين الحربولي ومنير الرماش”.
وقالت صحيفة “إل باييس”، في مقال سنة 2003، إن “هذه الاشتباكات بالفنيدق أدت بالسلطات إلى اكتشاف شبكة تهريب للمخدرات جد واسعة، لها علاقات ضخمة مع السوق الدولية، ويرتبط معها مسؤولون أمنيون وقضاة”.
تأكيد هذه المعطيات جاء أيضا في جريدة ” La gazette du maroc”، التي قالت إن “البحث المتعلق بالقضاة المتورطين في أحداث تطوان سمح بالوصول إلى منزل أحد القضاة، ليتم اكتشاف مبلغ جد كبير من المال”.
وفق الإعلام الإسباني، كان الرمّاش “بائع سجائر عاديا في بداياته، قبل أن يحوّله الحشيش (القنب الهندي) ومختلف أنواع المخدرات إلى واحد من كبار رجال العصابات الدولية المنظمة التي تنشط بين المغرب وإسبانيا”.
وكشفت المصادر عينها أن “منير الرمّاش أكد، في محاضر الاستماع إلى السلطات الأمنية المغربية بعد اعتقاله سنة 2003، أنه قد ازداد بتطوان سنة 1973، وله جنسية إسبانية منذ سنة 2000، وقد درس في البداية بمدينة سبتة المحتلة، قبل أن ينقطع عن التمدرس ليتوجّه إلى بيع السجائر المهرّبة، على أن يدخل بعدها إلى عالم المخدرات”.
عمل الرمّاش، وفق المصادر المتوفرة، على نقل المخدرات بين المغرب وإسبانيا، ابتداء من سنة 1997، وذلك باستخدام الزوارق، لحمولة كانت تصل إلى 1100 كيلوغرام من مخدر الشيرا. وقد نجحت عشر عمليات بمساعدة أصدقاء له في إسبانيا، حقق من خلالها عوائد مالية كبيرة.
وبعدما لاحظ الرمّاش أن تجارة المخدرات لها عوائد مالية كبيرة، أضافت المصادر، “قام بشراء زورقه الخاص، من أجل تحقيق الربح الشخصي، وإنهاء التبعية للإسبان”.
تتواصل عمليات الرمّاش لتتعاظم، وسط روايات وأساطير غير مؤكّدة عن “مساهمته في تنمية المنطقة، وتزويده الفقراء بالمال”، ومن جهة ربطه علاقات قوية مع المسؤولين، وصلت إلى حد امتلاكه شخصيا محطة للبنزين.
وتمت متابعة “إسكوبار الشمال” وأحد أشهر بارونات المخدرات بالمغرب بالسجن لمدة إحدى وعشرين سنة على خلفية متابعته بتكوين عصابة إجرامية والاتجار الدولي بالمخدرات والمشاركة في القتل العمد، قبل أن يعانق الحرية يوم أمس الخميس وعمره يناهز 51 سنة.