أطلقت الأمم المتحدة اليوم نداءً عاجلاً لإنقاذ أطفال السودان من سوء التغذية والمرض والموت، مشيرةً إلى أن الوضع الغذائي والصحي للأطفال والأمهات يتدهور بشكل كبير بسبب الحرب الدائرة. جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
أوضح البيان أن حياة الأطفال في السودان مهددة بشدة، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهم. ولفت إلى أن الأسباب التي تهدد حياة الأطفال تشمل عدم الحصول على الطعام المغذي، ومياه الشرب الآمنة، وخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض.
كما حذر البيان من خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق، والذي سيكون له عواقب كارثية على الأطفال الصغار بشكل خاص. وأشار إلى أن الوضع قد يتفاقم خلال الأشهر المقبلة مع بداية موسم الأمطار في يونيو، مما سيزيد من عزلة المجتمعات المحلية ويزيد من معدلات الإصابة بالأمراض.
من جانبها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنت نكويتا سلامي، عن قلقها العميق إزاء الوضع في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، حيث يتعرض المدنيون للهجوم وتُمنع العائلات من مغادرة المدينة بحثًا عن الأمان. وأكدت سلامي أن التقارير عن وقوع ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان في الفاشر مروعة.
منذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما أسفر عن مقتل نحو 15 ألف شخص ونزوح أكثر من 8 ملايين شخص وفقًا للأمم المتحدة. وتستمر الاشتباكات في الفاشر على الرغم من التحذيرات الدولية، وهي مدينة مركزية في العمليات الإنسانية بإقليم دارفور.
وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت نتيجة نقص الغذاء والقتال المستمر. تضافرت الجهود الدولية للضغط من أجل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية والحفاظ على سلامة المدنيين.


