شهدت السواحل القريبة من مدينة السعيدية حادثًا مأساويًا جديدًا راح ضحيته شاب مغربي يُدعى أسامة حمحم، يبلغ من العمر 22 سنة، بعد أن تعرّض لإطلاق نار من طرف البحرية الجزائرية، بينما كان على متن زورق يحاول الوصول إلى السواحل الإسبانية.
فقد انحرف الزورق السريع الذي كان على متنه أسامة وعدد من الشباب المغاربة نحو المياه الإقليمية الجزائرية أثناء محاولتهم تفادي المراقبة المغربية. وأشارت المصادر إلى أن وحدة من البحرية الجزائرية تدخلت وفتحت النار على القارب، مما أسفر عن إصابة أسامة إصابة قاتلة، يُرجّح أنها كانت على مستوى البطن أو الكلية، ليلقى حتفه في البحر، بينما تمكن بقية المجموعة من الوصول إلى إسبانيا.
وقد خيم الحزن والأسى على مدينة العروي (إقليم الناظور) مسقط رأس الشاب الراحل، حيث نعاه نادي أمل رياضي العروي الذي سبق أن لعب ضمن صفوفه، معبرًا عن تعازيه لأسرة الفقيد.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة مشابهة حدثت في 29 غشت 2023، حين قُتل الشابان عبد العالي مشيور وبلال قيسي بعد أن أطلقت عليهم النار قوات جزائرية أثناء تجولهم على متن دراجات مائية قرب الحدود البحرية.
الحادث يثير من جديد القلق حول مصير المهاجرين المغاربة الذين يقتربون من المياه الجزائرية، في ظل غياب آليات واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات. وقد أعلنت بعض الجمعيات الحقوقية في الناظور والسعيدية عن فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
وأكدت مصادر أن أحد أقارب أسامة سافر من ألمانيا إلى إسبانيا من أجل التعرف على الجثة وبدء إجراءات ترحيلها إلى المغرب.
وتسلّط هذه المأساة الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها الشباب المغاربة الذين يسلكون طرق الهجرة غير النظامية انطلاقًا من المناطق الشرقية، هربًا من البطالة وضيق الأفق.