تعيش المنطقة في حالة من التوتر الشديد، حيث يبدو أن احتمال نشوب صراع جديد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان أصبح واضحًا أكثر من أي وقت مضى. في مقال تحليلي نشرته مجلة “فورين بوليسي”، تسلط الكاتبة أنشال فوهرا الضوء على الوضع المتأزم في لبنان والتحديات التي تواجهها إسرائيل في محاولتها لردع حزب الله.
التوترات الحالية:
- استعدادات في لبنان: بدأ اللبنانيون في تخزين احتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية ووقود وحفاضات، في ظل الخوف من احتمال تصاعد الصراع. بعض الدول الغربية أصدرت تحذيرات لرعاياها وأعدت خططًا لإجلائهم من لبنان.
- الوجود العسكري الإسرائيلي: تواصل المقاتلات الإسرائيلية تحليقها على ارتفاعات منخفضة في المجال الجوي اللبناني، مما يساهم في زيادة التوترات. إلى جانب ذلك، أصدرت إسرائيل رسائل باللغة العربية تدعو سكان بلدة بنت جبيل إلى الانقلاب على حزب الله.
الاستراتيجية الإسرائيلية وتحدياتها:
- الاستراتيجية الحالية: قد تكون الاستراتيجية العسكرية التقليدية غير فعالة في تحقيق الردع المطلوب. يرى بعض المحللين أن الوضع القائم قبل التصعيد الأخير كان الأفضل لإسرائيل، حيث كانت الحدود هادئة إلى حد كبير.
- التحديات الداخلية: تعاني المعارضة لحزب الله من تعقيدات متعددة، حيث يزيد الانهيار الاقتصادي اللبناني وتداعيات انفجار مرفأ بيروت من المعارضة الداخلية. ومع ذلك، يبقى حزب الله مدججًا بالسلاح ولديه جيش من الأنصار المخلصين، مما يعقد أي جهود لتحفيز تمرد شعبي ضده.
الاستراتيجية المقترحة:
- استهداف مناطق محددة: إحدى الاستراتيجيات التي يدرسها الإسرائيليون هي التركيز على المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، مثل جنوب لبنان وضواحي بيروت ووادي البقاع. من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الأضرار الاقتصادية للبنان، وهو ما يمكن أن يؤثر على شعبية حزب الله بين اللبنانيين.
- تشجيع التوترات الاجتماعية: الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجية هو دفع أنصار حزب الله إلى مناطق أخرى من لبنان، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية والاجتماعية.
ردود الفعل اللبنانية والإسرائيلية:
- رد فعل اللبنانيين: لا يزال من غير الواضح كيف سيتفاعل اللبنانيون في حالة تصاعد الصراع. بعض المحللين يعتقدون أن اللبنانيين قد يتحدون خلف حزب الله في حال تعرضوا لهجوم إسرائيلي، مما قد يعيق جهود إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
- النهج الإسرائيلي: يعتقد نائب مستشار الأمن الإسرائيلي السابق، عيران ليرمان، أن إسرائيل قد تحاول تجنب مهاجمة البنية التحتية اللبنانية والتركيز على التعامل مع أطراف مناوئة لحزب الله، إذا اندلعت حرب واسعة النطاق.