مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس تشهد حالة من التعقيد والجمود في ظل الصراعات الداخلية الإسرائيلية والانقسامات بين الأطراف الدولية المعنية. الأزمة الحالية تتفاقم بسبب عدة عوامل رئيسية:
- المواقف الإسرائيلية المتباينة: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصر على مواصلة الهجوم العسكري وتمسكه بالسيطرة على محاور استراتيجية في قطاع غزة، مما يقف عائقًا أمام التوصل إلى تسوية. من جهة أخرى، هناك انتقادات من داخل الحكومة ومن المعارضة حول استراتيجيات نتنياهو، مثل انتقادات أفيغدور ليبرمان وغادي آيزنكوت. ليبرمان يهاجم نتنياهو بسبب منع التنسيق بين المؤسسات الأمنية والجيش، بينما يرى آيزنكوت أن سياسة نتنياهو تتعارض مع الأهداف الحربية وتؤدي إلى تعقيد الأمور.
- دور الولايات المتحدة: الإدارة الأمريكية، وفقاً لما ذكره سامي أبو زهري، تتبنى مواقف تل أبيب وتتعامل ببطء مع الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على غزة. هذا الأمر يزيد من تعقيد المفاوضات ويعيق الوصول إلى اتفاق.
- الاشتراطات الإسرائيلية الجديدة: بعد موافقة حماس على مقترحات الوسطاء، طرحت إسرائيل شروطًا جديدة مثل تقييد عودة النازحين الفلسطينيين ونفي أسرى فلسطينيين إلى دول أخرى. هذه الشروط الجديدة تسببت في تأخير التوصل إلى اتفاق.
- الوضع الإنساني في غزة: الحرب المستمرة خلفت وضعًا إنسانيًا كارثيًا في غزة، مع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، فضلاً عن الدمار والمجاعة. هذا الوضع يزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل، لكنه في ذات الوقت يساهم في تعقيد المحادثات بسبب التباين في التقديرات والحلول الممكنة.
- الوساطة الدولية: مصر وقطر والولايات المتحدة تقود جهود الوساطة، ولكن حتى الآن لم تنجح هذه الجهود في تحقيق اختراق حقيقي. إسرائيل ترفض حتى الآن إنهاء الهجمات وسحب قواتها، مما يعقد فرص التوصل إلى اتفاق سريع.
باختصار، الأزمة الحالية تعكس تداخل المصالح والخلافات بين الأطراف المختلفة، سواء كانت داخلية في إسرائيل أو دولية. هذه الديناميات تجعل الوصول إلى حل شامل ومستدام أمرًا صعبًا للغاية في الوقت الراهن.