مع دخول شهر مايو/أيار من كل عام، تتزايد التكهنات في إريتريا بشأن احتمالات حدوث تغييرات أو إصلاحات سياسية، لكن لم يحدث أي تغيير فعلي حتى الآن. هذا العام، تزايدت التوقعات بعدما أشار مسؤول سابق في الحزب الحاكم إلى « مفاجأة » محتملة تتزامن مع ذكرى الاستقلال في 24 مايو/أيار، وتشمل تعديلات دستورية وتصعيد وجوه جديدة.
إريتريا تُعرف بأنها « كوريا الشمالية الأفريقية » بسبب نظامها السياسي المشابه، حيث يحكم أسياس أفورقي البلاد منذ استقلالها عن إثيوبيا عام 1993 دون انتخابات، مع حظر نشاط أي حزب آخر واعتقال المعارضين. العمل بالدستور مجمد منذ المصادقة عليه عام 1997، ولم تُجرَ أي انتخابات منذ ذلك الحين.
المعارض أحمد القيسي يرى أن النظام يواجه أزمة تدفعه لإعادة إنتاج نفسه بحلة جديدة، متوقعًا إعداد دستور جديد وعقد مؤتمر للحزب الحاكم. أما المحلل السياسي سليمان آدم حسين فيشير إلى تحسن العلاقات الإقليمية والدولية لإريتريا وضرورة الإصلاحات الدستورية.
من جهته، يبقى الباحث السياسي عبد الرازق كرار متشائمًا بشأن حدوث تغييرات، مشيرًا إلى غياب الضغط الداخلي والخارجي الكافي على النظام. ويعتقد أن النظام قد يتخذ إجراءات مرتبطة بترتيبات التوريث بسبب تقدم أفورقي في العمر.
بناءً على هذه المعطيات، تظل إريتريا في حالة من الجمود السياسي بانتظار تغير كبير في الديناميات الداخلية أو الخارجية.