استغل المجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، الرائد العالمي في صناعة الأسمدة، الظروف الملائمة للسوق الدولية، التي شهدت عرضًا محدودًا وطلبًا مرتفعًا بسبب تراجع المخزونات العالمية، ليحقق رقم معاملات بلغ 43,2 مليار درهم حتى نهاية يونيو الماضي، مقارنة بـ 37,5 مليار درهم في نفس الفترة من العام الماضي. وقد ساهم زيادة حجم الصادرات في تعويض تأثير انخفاض أسعار المبيعات.
وأشار المجمع في تقريره للفصل الثاني والنصف الأول من السنة الجارية إلى أن الزيادة في طاقته الإنتاجية للأسمدة كانت ضرورية لتلبية الطلب المتزايد في أسواق استراتيجية، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الإنتاج والعمليات عبر سلسلة الإنتاج. وأوضح مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع، أن ظروف السوق شهدت تحديات بسبب العرض المحدود وارتفاع الطلب، مما أدى إلى انخفاض كبير في المخزونات العالمية.
حقق المجمع هامش ربح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك (EBITDA) بلغ 16,319 مليون درهم، مسجلاً ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بـ 7,673 مليون درهم في نفس الفترة من العام الماضي. ووصل هامش الربح إلى 38%، مقارنة بـ 20% في 2023. كما زادت الاستثمارات من 12,029 مليون درهم إلى 19,753 مليون درهم.
في سياق متصل، ارتفعت النتيجة التشغيلية للمجمع إلى 11,800 مليون درهم، فيما بلغت السيولة النقدية 15,718 مليون درهم. ومن ناحية أخرى، حافظت أسعار الأسمدة الفوسفاطية على استقرارها خلال النصف الأول، قبل أن تتعرض لتقلبات في الفصل الثاني.
أما بالنسبة لرقم معاملات الأسمدة الفوسفاطية، فقد ارتفع بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة أحجام الصادرات والدعم القوي للطلب العالمي. في حين شهد رقم معاملات الحمض الفوسفوري زيادة بنسبة 83%، مستفيدًا من زيادة الأحجام المصدرة.
في ماي الماضي، تمكن المجمع من إصدار سندات دولية بقيمة 2 مليار دولار، تم تغطيتها بنحو 3,1 مرة، مما يعكس ثقة المستثمرين في رؤية المجموعة للنمو المستدام. وستخصص هذه الاعتمادات لتمويل برنامج الاستثمار الأخضر حتى عام 2027.
كما وقع المجمع اتفاقية تمويل بقيمة 200 مليون يورو مع بنك التنمية والاستثمار الألماني (KFW)، لدعم الأمن الغذائي ومكافحة التغيرات المناخية، حيث سيساهم هذا القرض في استراتيجية الاستثمار الأخضر للمجموعة.
و أطلق المجمع برنامجًا استراتيجيًا بعنوان « مزيندة مسقالة »، يهدف إلى توسيع قدراته الإنتاجية في جهتين رئيسيتين، مع تقدم ملحوظ في مشروع الطاقة الشمسية الخاص به الذي سيوفر 202 ميغاوات.
بهذا، يواصل المجمع الشريف للفوسفاط تعزيز مكانته الرائدة في السوق العالمية بفضل استراتيجياته الفعالة ومرونته الصناعية.


