تعد مصر واحدة من أكبر الدول في العالم في استهلاك القمح، إذ تعتمد بشكل رئيسي على استيراد كميات ضخمة من هذه السلعة الأساسية لتلبية احتياجات مواطنيها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة. وبالنظر إلى هذه الأرقام، يصبح استيراد القمح من الدول المنتجة أحد المحاور الأساسية لضمان استقرار الأمن الغذائي في البلاد.
كميات القمح المطلوبة سنويًا في مصر
إجابة سؤال “كمية القمح التي تحتاجها مصر سنويًا” ليست مجرد تقديرات عشوائية، بل هي نتاج بيانات دقيقة تعكس حجم الطلب المحلي على هذه المادة الغذائية الأساسية.
تفاصيل الصفقة مع روسيا
وقد أظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن أول شحنة من القمح الروسي، التي تبلغ 66 ألف طن، هي جزء من صفقة أكبر تشمل 430 ألف طن تم التعاقد عليها في سبتمبر الماضي. وكانت هذه الشحنة قد غادرت ميناء نوفوروسيسك الروسي في الأيام الماضية.
تعاون مصر مع روسيا في استيراد القمح
وفي تصريحات لوزارة التموين المصرية قبل شهرين، أكدت الوزارة توقيع عقد مع الهيئة العامة للسلع التموينية لاستيراد 430 ألف طن من القمح الروسي، ليتم شحنها في أكتوبر. وعلى الرغم من أهمية هذه الصفقة، لم تكشف الوزارة عن تفاصيل المورد أو شروط الدفع الخاصة بالصفقة.
من جانب آخر، أشار اتحاد مصدري ومنتجي الحبوب إلى أن الصفقة قد تتضمن وسيطًا غير معروف، في وقت تعمل فيه روسيا على تشديد القيود على وسطاء الحبوب الأجانب، بهدف زيادة الأسعار في المناقصات الدولية والمشتريات المباشرة.
في خطوة استراتيجية، قررت الحكومة المصرية تعيين “جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة” كمستورد رئيسي للسلع الاستراتيجية، ليحل محل الهيئة العامة للسلع التموينية. ويعد هذا الجهاز الذراع التطويري للقوات المسلحة المصرية.
استمرار التبادل التجاري رغم العقوبات الغربية
يجدر بالذكر أن مصر تواصل استيراد القمح من روسيا على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو. فقد تمكن البلدان من تطوير آليات دفع وتعاون ثنائية تسهم في استمرار التبادل التجاري بينهما في ظل الظروف الحالية.