أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات من حركة المقاومة الإسلامية « حماس » داخل الأراضي القطرية جدلاً واسعاً، وطرح تساؤلات حول مستقبل تواجد هذه القيادات في الدوحة، واحتمال انتقالها إلى دول أخرى، من بينها المغرب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه تهديداً مباشراً إلى الدول التي تحتضن عناصر من الحركة، وقال في خطاب متلفز: « أقول لقطر ولكل دولة تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإلا فسنتكفل نحن بالأمر ».
هل المغرب خيار مطروح؟
في هذا السياق، يرى أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن « تواجد حماس في قطر جاء بعد خروجها من سوريا بموافقة أمريكية، بهدف إبقائها حاضرة في المفاوضات »، مشيراً إلى أن « قطر لعبت دوراً مهماً في الوساطة وصفقات تبادل الأسرى، لكن ذلك لم يمنع استهدافها من قبل إسرائيل ».
وأضاف أن « المغرب استقبل في السابق وفوداً من حركة حماس بضمانات رسمية من السلطات، لكن الوضع الإقليمي والدولي تغيّر اليوم »، موضحاً أن « أي قرار من هذا النوع لا يمكن أن يتخذ إلا من أعلى مستوى في الدولة، لما له من تبعات أمنية وسياسية ».
مشروع دولي لإنهاء التنظيمات المسلحة؟
من جهته، يرى المحلل السياسي سعيد بركنان أن « العملية التي استهدفت قطر تأتي في سياق مشروع دولي يسعى إلى إنهاء وجود الحركات المسلحة غير النظامية، خاصة في المناطق القريبة من إسرائيل ».
ويضيف أن « هذا التوجه ظهر أيضاً في تفكيك مجموعة فاغنر الروسية في إفريقيا، ودمج الميليشيات المسلحة في مؤسسات الدولة السورية »، معتبراً أن « استهداف قيادات حماس جزء من هذه الإستراتيجية، التي تسعى إلى تقويض جناحها العسكري ».
وأكد بركنان أن « إيران قد تكون الوجهة الوحيدة المتبقية لقيادات حماس، بينما الدول العربية، بما فيها المغرب، من غير المرجح أن تقدم على مثل هذه الخطوة، في ظل انخراطها في مشروع إقليمي جديد يُبقي على حماس كحركة سياسية فقط، دون جناح مسلح ».

