بعد إنتشار الكتب الإلكترونية التي أصبحت تزاحم الكتب الورقية والدخول في صراع وجود ، بدأت الكتب الورقية تختفي شيئا فشيئا ، فهذا الوضع يخلق في بعض الأحيان جدلا حول مستقبل الكتاب الورقي وقدرته على الصمود في مواجهة زحف الرقمنة الذي لا يرحم، ويجعلنا نتساءل “هل الكتاب الورقي مازال فعلا مطلوبا في زمن لا حديث فيه إلا عما توفره التكنولوجيات الحديثة من إمكانات واسعة للإنتاج المعرفي والقراءة؟”
فهناك في الوقت الراهن إمكانية تحميل أي كتاب من الشبكة العنكبوتية وقراءته دون استهلاك ورقة واحدة، وهو ما يقدم خدمة كبيرة للبيئة. لكن ذلك لا يعني إلغاء الكتاب الورقي الذي يحضر بقوة في مختلف المعارض والمكتبات والخزانات، لأنه بكل بساطة يشكل جزأ من وجدان وذاكرة الذين يعشقون كل ما هو ورقي ، قبل سنوات تم تداول قرص على نطاق واسع يحمل بين طياته 276 عددا من مجلة “عالم المعرفة” التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وهي خطوة تتيح إمكانيات واسعة من أجل الاطلاع على مجلة أشبعت الفضول المعرفي للقراء العرب وغيرهم لسنوات طوال.
وهناك حاليا الآلاف المؤلفة من الكتب المنشورة عبر الشبكة العنكبوتية، التي يجد فيها كل شخص مبتغاه. وفي المقابل هناك مكتبات وخزانات تعج بملايين الكتب من مختلف التخصصات، فضلا عن وجود فئة عريضة من الناس مازالت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالكتاب الورقي، وهو ما يبرر الإقبال الكبير على معارض الكتاب والنشر.
لهذا السبب تحديدا ينقسم الناس في تعاطيهم مع الكتاب إلى فريقين إن لم يكن أكثر، بل هناك من يجد في نشر الكتاب الرقمي تكاملا مع نشر الكتاب الورقي، كنشر نسخة ورقية ثم نسخة إلكترونية من الكتاب نفسه، وهو ما يضمن انتشارا واسعا ضمن عملية القراءة واستهلاك المعرفة.