دكتور عبد اللطيف الحاج، الوكيل المساعد لوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، أكد في مقابلة مع وكالة الأناضول أن القطاع الصحي في غزة يواجه أزمة حادة جراء الحرب المستمرة، حيث يحتاج الجرحى في القطاع إلى نحو نصف مليون عملية جراحية بسبب الأعداد الكبيرة من الإصابات.
وأوضح الحاج أن هناك أكثر من 94 ألف جريح في غزة، كل منهم يحتاج إلى ما بين 3 إلى 4 عمليات جراحية، مشيرًا إلى أن هذه العمليات الجراحية لن تكون ممكنة بدون توفير فرق جراحية متخصصة ومستشفيات ميدانية مجهزة لدعم ما تبقى من مستشفيات عاملة في القطاع.
الحاج أشار إلى انهيار المنظومة الصحية في غزة بعد فقدان أكثر من 70% من القدرة السريرية نتيجة القصف الإسرائيلي للمستشفيات. حاليًا، يعمل فقط 4 مستشفيات رئيسية من أصل 14 مستشفى كانت قائمة في القطاع، والباقي هي مراكز صغيرة غير حكومية.
كما نوه الحاج إلى النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث أن أكثر من 50% من الأدوية و60% من المواد المخبرية غير متوفرة حاليًا في غزة، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي. كما أكد على ضرورة ترميم المستشفيات فور توقف إطلاق النار وإدخال مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لمواجهة الاحتياجات الطارئة للجرحى.
دكتور عبد اللطيف الحاج تحدث عن المجزرة التي ارتكبت بحق عائلته جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزله وسط قطاع غزة. في تلك الليلة المأساوية، تجمع في منزله نحو 56 شخصاً من الأقارب، معظمهم أطفال ونساء، الذين لجأوا إليه بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مدينة غزة النزوح إلى مناطق جنوب وادي غزة.
في فجر يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزله بصاروخ أميركي بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد 48 شخصاً داخل المنزل على الفور. بين الضحايا كان ابنه الأكبر وزوجته وطفلته الصغيرة سارة التي لم تتجاوز عامها الأول، وابنته التي كانت تعمل في منظمة الصحة العالمية وزوجها وطفلهما الرضيع الذي كان عمره ستة أشهر، بالإضافة إلى ابنه الطالب في الثانوية العامة الذي كان يخطط لدراسة الطب في تركيا.
كما استشهدت شقيقة الدكتور عبد اللطيف وعائلتها، إلى جانب جميع أصهاره الذين نزحوا إلى منزله. وأكد الدكتور عبد اللطيف أن الجيش الإسرائيلي لم يوجه أي إنذار بإخلاء المنزل قبل قصفه، وأن جميع من كانوا داخله كانوا من المدنيين.