تحليل الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل في ظل إدارة بايدن، وبخاصة في سياق تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يكشف عن تعقيدات كبيرة بين الثقة المتضائلة والدعم المستمر، وذلك بحسب عدد من المحللين والخبراء في الشؤون السياسية.
انعدام الثقة والدعم المستمر
1. انعدام الثقة في نتنياهو: واشنطن، وبحسب تصريحات العديد من المسؤولين والخبراء، لا تثق كثيرًا في نتنياهو. هناك مخاوف كبيرة من أن سياساته قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في إسرائيل، مما يعرضها لهزيمة إستراتيجية رغم النصر التكتيكي المحتمل في غزة.
2. تصريحات وزارة الدفاع الأميركية: وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حذرت من احتمال تعرض إسرائيل لهزيمة إستراتيجية في غزة، وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أن أطرافًا في الحكومة الإسرائيلية تقوض المصالح الأمنية لإسرائيل. هذه التصريحات تشير إلى قلق دولي من نهج نتنياهو.
3. هزيمة إستراتيجية محتملة: التحليل يظهر أن الهزيمة الإستراتيجية المقصودة تتمثل في الفشل في تحقيق أهداف الحرب والاضطرابات الداخلية، وليس فقط الفشل في العمليات العسكرية ضد حماس وحزب الله. ستيفن هايز، الباحث في الشؤون السياسية، يشير إلى أن اتساع نطاق الحرب سيفرض على إسرائيل تحديات أمنية كبيرة في تأمين مناطق واسعة مع مواصلة العمليات في غزة والضفة الغربية.
الدعم الأمريكي المستمر
1. دعم غير قابل للنقاش: رغم انعدام الثقة، فإن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يعتبر أمرًا غير قابل للنقاش. هايز يشير إلى أن هذا الدعم يأتي رغم المخاوف من نتائج سياسات نتنياهو.
2. حماية إسرائيل من جموح نتنياهو: إيهاب جبارين، الخبير في الشأن الإسرائيلي، يرى أن الولايات المتحدة تسعى لحماية إسرائيل من جموح نتنياهو وليس من خصومها الخارجيين. ويشير إلى أن المعادلة هي إما أن يربح نتنياهو وتخسر إسرائيل أو العكس.
التداعيات السياسية
1. انسحاب غانتس: انسحاب زعيم معسكر الدولة بيني غانتس من حكومة الحرب يمثل مؤشرًا هامًا على أن الجبهة الداخلية الداعمة للحرب قد انهارت. المعارضة أصبحت تعتبرها « حرب نتنياهو » وليس « حرب إسرائيل »، مما يزيد الضغط على نتنياهو.
2. تحليلات ساري عرابي: المحلل السياسي ساري عرابي يشير إلى أن تكرار الحديث الأمريكي عن احتمال تعرض إسرائيل لهزيمة إستراتيجية يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، ومنها القضاء على حماس ودمج إسرائيل في المنطقة وطمس القضية الفلسطينية.
3. المراوحة والرهانات السياسية: نتنياهو يعتمد على بقاء الوضع الراهن حتى انتهاء عطلة الكنيست، وبداية الانتخابات الأمريكية، على أمل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض. هايز يشير إلى أن نتنياهو ينتظر دعم الجمهوريين في الكونغرس لتحقيق استمراريته.
الضغوط الانتخابية الأمريكية
1. موقف بايدن: بايدن وإدارته يجدون أنفسهم مضطرين لدعم نتنياهو رغم عدم إعجابهم بسياسته، وذلك بسبب الحاجة الملحة للدعم المالي من المانحين من أجل الانتخابات. الوضع السياسي يضع بايدن في موقف صعب للغاية، حيث لا يمكنه التوقف عن دعم إسرائيل في الوقت الحالي.
