فهم الاضطراب وأعراضه
تزايد الإحساس بسرعة مرور الأيام وتوالي الحوادث دون إدراك لقيمة الوقت يمكن أن يكون شعورًا مألوفًا للكثيرين. إلا أن تفاقم هذا الشعور على نحوٍ حاد يشير إلى حالة مرضية تُعرف بمتلازمة « الإحساس بالحركة السريعة ». يصعب على المصابين وصف هذا الاضطراب بدقة، حيث يتسم بشعور مربك بالزمان والمكان، إذ يبدو كل شيء يتحرك بشكل أسرع مما يحدث في الواقع، مما يخلق صراعًا بين الواقع والقدرة على الإدراك.
التأثير على الحواس والإدراك
الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة يشعرون بأن الحركة حولهم تبدو أسرع بمرتين أو ثلاث مرات، ويجدون صعوبة في التحكم بحركة أجسامهم التي تبدو بطيئة مقارنة بكل شيء حولهم. كما يتأثر إدراكهم للأصوات، فتبدو أحيانًا صاخبة ومليئة بالضجيج، وأحيانًا أخرى تكون عميقة وكأنهم يسمعونها من تحت الماء. هذه التشوهات غير المرئية في الوقت والصوت تخلق مشاكل يصعب على الأطباء وصفها أو تشخيصها بشكل دقيق.
البحث العلمي والتشخيص
رغم التشخيص الأولي لهذه المتلازمة، لا يزال الباحثون بعيدين عن فهم مسبباتها. يعتقد البعض بأن هذه الاضطرابات قد تكون مصحوبة بمستويات عالية من القلق والفزع ودرجة حرارة الجسم، وربما تكون نتيجة لصدمة نفسية. تعاون أستاذ الرياضيات جوزيف مازور من كلية « مارلبورو » مع علماء أعصاب لفحص مصابين بهذه المتلازمة، ووجدوا أن النوبات تستمر عادةً ما بين 5 و15 دقيقة، وتحدث ما بين 4 و8 مرات في السنة. بعض المشاركين في البحث أفادوا بتعرضهم لنوبات أطول وأكثر تكرارًا، مصحوبة بأعراض إضافية مثل أصوات صراخ وصداع حاد.
العلاقة مع متلازمة « ألِيس في بلاد العجائب »
تُشبه متلازمة « الإحساس بالحركة السريعة » متلازمة « ألِيس في بلاد العجائب »، وهو اضطراب عصبي نادر يسبب تشوهات في إدراك المحيط، مثل رؤية الأشياء بحجم أكبر أو أصغر مما هي عليه. يمكن أن تشمل الأعراض رؤية أجزاء من الجسم بحجم مشوه ومغايِر للواقع. غالبًا ما تحدث هذه المتلازمة كتبعات لحالات مرضية أخرى مثل السكتة الدماغية أو الأورام، وتستمر نوباتها لدقائق أو لبضع ساعات.
التأثيرات الجانبية ووعي المصابين
حتى اللحظة، لا يرى الباحثون تأثيرات جانبية ضارة بشكل عام على المصابين بهذه المتلازمة، إلا أن الشعور المرافق للنوبات قد يكون مزعجًا ومقلقًا، خاصةً إذا لم يكن المصاب على قدر كاف من الوعي بحالته المرضية.


