كفن تورينو، المعروف أيضًا باسم “الكفن المقدس”، هو قطعة أثرية مثيرة للجدل يُعتقد أنها كانت كفن المسيح الذي دُفن به. على مدار سنوات عديدة، كان الكفن محط دراسة ونقاش بين العلماء والمفكرين، حيث حاول البعض إثبات صحة هذه القطعة، بينما ادعى آخرون أنها مزيفة.
مؤخرًا، أعاد فريق من العلماء الإيطاليين فتح هذا النقاش من خلال دراسة نشروها في عام 2022. وفقًا لهذه الدراسة، استخدم العلماء في معهد علم البلورات في إيطاليا تقنيات حديثة، بما في ذلك الأشعة السينية، لتحليل خيوط من الكتان التي يتكون منها الكفن. وخلصوا إلى أن الكفن يعود إلى زمن المسيح، مؤكدين أن تاريخ الكفن يقدر بحوالي ألفي عام، مما يتوافق مع الفترة التي عاش فيها المسيح.
هذا الاكتشاف يتحدى الدراسات السابقة التي اعتمدت على تقنيات مثل الكربون المشع، والتي أشارت إلى أن الكفن يعود إلى فترة العصور الوسطى (حوالي 1260-1390 م). يجادل الفريق الإيطالي بأن الأساليب التي استخدموها أكثر دقة وموثوقية، لأن الكتان يتأثر بالتلوث البيئي مما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة عند استخدام الكربون المشع.
ومع ذلك، لا يدعي العلماء الإيطاليون بشكل قاطع أن هذا الكفن هو الكفن الذي لفّ به المسيح، بل إنهم يشيرون فقط إلى أنه يعود إلى نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها. هذا الاكتشاف يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الجدل الدائر حول الكفن، حيث لا تزال الآراء منقسمة بين من يعتبرونه قطعة أثرية حقيقية ومن يرونه تزويرًا من العصور الوسطى.
الفاتيكان نفسه اتخذ مواقف متباينة على مر السنين بشأن الكفن، مما يعكس مدى تعقيد هذه القضية وحساسيتها الدينية والتاريخية.
